قال ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة، في أول تصريحات عامة له كصانع سياسة نقدية، إن الرسوم الجمركية واسعة النطاق التي فرضها الرئيس دونالد ترامب لا تُعزز التضخم، لذا ينبغي خفض أسعار الفائدة بسرعة لمنع تدهور سوق العمل الأميركي.
ميران وباول وتناقضات وجهات النظر
أعلن الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، عن خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وهو أول خفض منذ تسعة أشهر، في محاولة لمنع ارتفاع معدلات البطالة.
ووصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، هذا الخفض في مؤتمر صحفي بأنه «خفض لإدارة المخاطر»، مشيراً إلى أن الاحتياطي الفيدرالي ليس متأخراً عن الركب.
مع ذلك، يُعارض ميران هذا الرأي، وكان المخالف الوحيد لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير، مُفضلاً خفضاً كبيراً بمقدار نصف نقطة مئوية، وقد أسهم تعيينه في إضفاء صوت جديد على الاحتياطي الفيدرالي -صوت ذي آراء غير تقليدية بشأن الاقتصاد- يدعم إجراء تخفيضات حادة في أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
في مقابلة مع قناة سي إن بي سي صباح الجمعة، قلّل ميران من شأن التأثير المحتمل لرسوم ترامب الجمركية، معتبراً ذلك حجته الرئيسية لدعمه خفضاً بمقدار نصف نقطة مئوية، مشيراً إلى الوضع الهش لسوق العمل.
وقال ميران: «لا أرى أي تضخم ملموس نتيجة الرسوم الجمركية»، مضيفاً أنه كلما طالت مدة «بقاء تكاليف الاقتراض مقيدة للغاية» تعني «تزايد المخاطر على قانون التوظيف».
وأدى ميران، كبير مستشاري ترامب الاقتصاديين، اليمين الدستورية قبل ساعة من بدء اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء، وفقاً لقناة سي إن بي سي، بعد أن سارع الجمهوريون إلى تثبيته.
وعندما يُبدي أي محافظ في الاحتياطي الفيدرالي معارضته، فإنه عادةً ما يُصدر بياناً عبر البنك المركزي بعد يومين يوضح فيه أسبابه، لكن ميران اختار تفصيل أسبابه في خطاب مُرتقب في نيويورك يوم الاثنين.
أيام ميران الأولى كحاكمٍ للاحتياطي الفيدرالي
قال ميران، المُعيّن حديثاً كحاكمٍ للاحتياطي الفيدرالي، لشبكة سي إن بي سي: «لقد وصلتُ إلى هنا قبل بضعة أيامٍ فقط».
وأضاف ميران أن ترامب اتصل به يوم أداء اليمين لتهنئته، مُضيفاً أن الرئيس لم يطلب منه «الالتزام بأي إجراءاتٍ مُحددة»، وأكد ميران مجدداً أنه سيُكوّن آراءً مُستقلة حول الاقتصاد.
وقال ميران: «كان الجميع مُرحّباً به للغاية» في الاحتياطي الفيدرالي بعد أداء اليمين، على الرغم من الضغوط غير المسبوقة التي لا يزال ترامب يُمارسها على البنك المركزي، بما في ذلك السعي المُستمر لإقالة ليزا كوك، حاكمة الاحتياطي الفيدرالي، وقال ميران: «لقد كانت بيئة زمالة للغاية، وقد أقدّر ذلك حقاً، وهذا يشمل الحاكمة كوك».
ومن المُقرر أن يُلقي ميران يوم الاثنين كلمةً رئيسيةً في مأدبة غداءٍ يُقيمها النادي الاقتصادي في نيويورك، حيث سيُقدّم خلاله شرحاً وافياً لآرائه الاقتصادية، وسيُفصّل بدقة الجوانب الاقتصادية والحسابية الكامنة وراء الوصول إلى تلك الأرقام.
عندما أصدر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أحدث ما يُسمى بمخطط النقاط يوم الأربعاء -وهو رسم بياني لتوقعاتهم لسعر الفائدة المرجعي للإقراض في السنوات القادمة- كان هناك توقع واحد أقل بكثير من التقديرات الأخرى لعام 2025، ما يشير إلى أن الشخص يُقدر تخفيضات حادة في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام. أكد ميران أن هذا المخطط هو توقعه.
كان نمو الوظائف ضعيفاً؛ إذ يفوق عدد العاطلين عن العمل الباحثين عن عمل عدد الوظائف الشاغرة، وفي أغسطس وصل عدد العاطلين عن العمل لأكثر من 26 أسبوعاً إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2021.
لكن هذه المؤشرات لم تكن كافية في النهاية لدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى تطبيق التخفيض بنصف نقطة الذي صوّت عليه ميران، وصرح باول للصحفيين بأنه على الرغم من تباطؤ سوق العمل فإن الوضع ليس قاتماً تماماً.
قال: «دعونا نتذكر أن معدل البطالة يبلغ 4.3%، والاقتصاد ينمو بنسبة 1.5%. لذا، فهو ليس اقتصاداً سيئاً، أو أي شيء من هذا القبيل»، أضاف باول، «لقد شهدنا أوقاتاً اقتصادية أكثر صعوبة بكثير».
لطالما أشار باول إلى أهمية معدل البطالة في تصور صانعي السياسات لسوق العمل، في العام الماضي، عندما أجرى الاحتياطي الفيدرالي تخفيضاً كبيراً بنصف نقطة مئوية، كان ذلك في الغالب استجابةً للزيادة السريعة في البطالة خلال فترة زمنية قصيرة.
لكن هذا ليس هو الحال هذه المرة، منذ يناير كانون الثاني، ظل معدل البطالة ضمن نطاق ضيق بين 4% و4.3%.
لكن رئيس الاحتياطي الفيدرالي حذّر يوم الأربعاء من أنه إذا بدأت عمليات التسريح في الارتفاع، فمن المرجح أن يجد الأشخاص الذين سيجدون أنفسهم عاطلين عن العمل صعوبة في العثور على عمل.
وقال باول: «القلق هو أنه إذا بدأت عمليات التسريح فلن يكون هناك الكثير من التوظيف».
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام