قرار أميركي بخصوص تصدير الغاز المسال قد يصب في صالح قطر

أصدر ممثل التجارة في الولايات المتحدة قرارًا يفرض تصدير 1% من الغاز المسال الأميركي على متن سفن مُصنّعة محليًا، بدءًا من عام 2029، تزيد إلى 15% في 2047، ما يصبّ في صالح قطر.

وتخطط مجموعة "هانوا" الكورية الجنوبية لاستثمار 5 مليارات دولار في أميركا، بهدف بناء صناعة سفن نقل الغاز في الولايات المتحدة، ضمن اتفاقيات تجارية بين البلدين.

وكانت أكبر مُنتج لتلك السفن في كوريا الجنوبية قد تعهدت باستثمار 150 مليار دولار بهذه الصناعة في الولايات المتحدة، وهي جزء من التزام بدعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المعروفة بإستراتيجية "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا".


غير أن تصديق بعضهم لهذا الأمر يثير دهشة المراقبين، إذ إنه من المستحيل وجود حوض بناء سفن دون سجلّ حافل، وتركيب أحدث تقنيات التصميم والبناء، وتدريب قوة عاملة قادرة على العمل في النشاط، ثم إنتاج أحد أكثر أنواع السفن تطورًا وتعقيدًا، خلال 4 سنوات، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

الغاز المسال الأميركي
تبلغ طاقة الغاز المسال الأميركي المتوقعة إضافتها سنويًا من المشروعات الجديدة نحو 70 مليون طن بحلول عام 2030، وهي ضعف إنتاج عام 2024، البالغ 88 مليون طن.

كما أن الغاز المسال الأميركي يتصدر قائمة أكبر الكميات المُصدرة عالميًا في الوقت الراهن، ومن المتوقع بقاؤه في هذا المركز لسنوات عديدة مستقبلًا، وفق المحللين بقطاع الطاقة.

ولا يستطيع أحد تحديد الوقت الذي يمكن أن يستغرقه بناء سفينة لنقل الغاز المسال بالحجم الشائع حاليًا، البالغة حمولتها 174 ألف متر مكعب في حوض "فيلي" في أميركا، خاصة أن أكبر شركات كوريا الجنوبية (أهم مُنتج لتلك السفن) من ناحية الخبرة والدقة تحتاج إلى 30 شهرًا لبناء مثل هذه السفينة.

ويقرّ الخبراء بأن حوض فيلي لن يحظى بطلب كبير لبناء تلك السفن، كما يصّر أغلبهم على توقعات بأنه لن يكون هناك وجود لسفينة لنقل الغاز المسال أميركي الصنع في المياه بحلول 2030.

وقالت المحللة الرئيسة لقطاع شحن الغاز في شركة "دروري" براتيكشا نغاي، إن تكلفة بناء سفينة لنقل الغاز المسال في أميركا ستزيد بمقدار الضعفين إلى 4 أضعاف التكلفة الحالية لها في كوريا الجنوبية، التي تدور حول 260 مليون دولار.

وأضافت: "بناء سفينة من هذا النوع بحلول عام 2030 سيكون مستحيلًا أيضًا، وفي 2029 سنظل نرى كوريا تنتج السفينة في حين تحمل العلامة التجارية لأميركا.. بناء سفينة كاملة أميركية الصنع سيظل في هذا الوقت مجرد حلم"، حسب صحيفة "سي تراد ماريتيم نيوز".
تكلفة أعلى من قطر وأستراليا
قالت المحللة الرئيسة لقطاع شحن الغاز في شركة "دروري" براتيكشا نغاي، إن تكلفة شحن الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا، حاليًا، أعلى من الغاز القطري أو القادم من أفريقيا، بسبب بُعد المسافات.

ويعني ذلك أن قرار بناء سفن لنقل الغاز المسال في أميركا سيرفع التكلفة بصورة دراماتيكية، ما يزيد الأسعار الحالية، ويؤثّر سلبًا في الجدوى الاقتصادية للمشروعات.


وأضافت أن خطة تصدير الغاز المسال الأميركي إلى آسيا أيضًا ستواجه تحديًا في أسواق تتّسم بحساسيتها للأسعار المرتفعة.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينخفض الطلب الأوروبي على الغاز المسال بعد عام 2032-2033، ما يحثّ أميركا على التوجه إلى آسيا.

وقالت المحللة: إن "ارتفاع تكلفة وأسعار الغاز المسال الأميركي في آسيا ربما يدفع دول القارة إلى مصادر أقرب وأرخص في قطر وأستراليا".

وأشارت المحللة إلى أن شركة "فينشر غلوبال" في فيرجينيا لديها ناقلات غاز طبيعي مسال قيد الطلب في منطقة هانوا أوشن بكوريا الجنوبية، التي تستحوذ أحواض بناء السفن فيها على نحو 70% من سجل الطلبات العالمي الحالي.

وتخطط الشركة لبناء 12 سفينة إضافية لتلبية التوسع في المرحلة الأولى من مشروع "سي بي 2" بقدرة 10 ملايين طن سنويًا، والثانية من مشروع بلاكماينز بسعة 10.7 مليون طن سنويًا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 73
أضيف 2025/09/07 - 7:06 PM