أرقام التضخم تُعقد مهمة الفيدرالي.. ثلث الأمريكيين يعانون!

كشفت البيانات الرسمية الأمريكية أن معدل التضخم «الأساسي» -يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة- ارتفع بنسبة 0.3% خلال يوليو/تموز 2025.
وأظهرت أحدث أرقام صادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن هذا الارتفاع تجاوز ارتفاعاً سُجل في يونيو/حزيران وبلغ 0.2%، كما يعد أكبر زيادة في 6 أشهر.
وبحسب البيانات، فقد ارتفعت الأسعار الأساسية، على أساس سنوي، بنسبة 3.1% في يوليو/تموز، ارتفاعًا من 2.9% في يونيو/حزيران، مما يشير إلى أن التضخم في أسعار السلع لم يعد يتم تعويضه بانخفاض في تضخم الخدمات. كما ارتفعت أسعار الخدمات الأساسية، اذ زادت تكلفة السكن بنسبة 0.2% للشهر الثاني على التوالي، بينما ارتفعت خدمات النقل والرعاية الطبية بنسبة 0.8% لكل منهما، وذلك مقارنة بـ 0.2% و0.6% على التوالي في يونيو/حزيران.

وكان الاقتصاديون يتوقعون قبل صدور التقرير أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 3.0% سنويًا و0.3% شهريًا. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بنسبة 2.7% سنويًا في يوليو/تموز، وهو نفس معدل يونيو/حزيران، وأقل من التوقعات الاقتصادية التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 2.8%.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.2% مقارنة بزيادة قدرها 0.3% في يونيو/حزيران، وهو ما جاء مطابقًا لتقديرات الاقتصاديين. ويعود هذا الانخفاض الشهري إلى تراجع أسعار البنزين وتباطؤ نسبي في تضخم أسعار الغذاء. فماذا يعني هذا؟

أدنى من التوقعات.. التضخم الأمريكي يستقر عند 2.7% خلال يوليو
من جهتها، اعتبرت سيما شاه، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في "برينسبال لإدارة الأصول"، إنه "على الرغم من أن التضخم السنوي الأساسي عاد إلى أعلى مستوى له منذ فبراير/شباط، فإن بيانات اليوم ليست قوية بما يكفي لتعطيل نية الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول".

وقالت شاه إن ثمة بعض الأدلة توجد على انتقال تأثير التعريفات الجمركية إلى المستهلكين، لكنها لا تزال في مستوى لا يدق ناقوس الخطر بعد. وأحد الأمثلة على ذلك هو أن قفزت أسعار الأحذية بنسبة 1.4% في يوليو/تموز مقارنة بالشهر السابق -وهي أكبر زيادة شهرية منذ أبريل/نيسان 2021.

وشملت الفئات الأخرى التي شهدت زيادات: الأثاث وأدوات الفراش، الترفيه، تجهيزات ومستلزمات المنزل، والسيارات والشاحنات المستعملة. كما قفزت أسعار تذاكر الطيران بنسبة 4% بعد انخفاض طفيف بنسبة 0.1% في يونيو/حزيران، بينما كانت الإقامة خارج المنزل وخدمات الاتصالات من بين الفئات القليلة التي انخفضت الشهر الماضي، بحسب البيانات. 

التعريفات تهدد بضغوط تضخمية متصاعدة
يأتي هذا التقرير في ظل تطورات تجارية جارية قد تغير من معدل التعريفات الجمركية الفعّالة في الولايات المتحدة، والذي يبلغ حاليًا حوالي 18.6% -وهو الأعلى منذ عام 1933، وفقًا لتقديرات حديثة من "مختبر ميزانية جامعة ييل". وأثارت هذه التطورات تساؤلات جديدة حول مسار تخفيضات أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

من جانبهم، قدّر المستثمرون احتمالاً بنسبة 90% أن يقوم الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 0.25% في اجتماع السياسة النقدية في سبتمبر/أيلول، ارتفاعًا من 57% في الشهر الماضي، وفقًا لأداة CME FedWatch. ولا يزال المتداولون يتوقعون أكثر من تخفيضين للفائدة بحلول ديسمبر/كانون الأول.

وأضافت شاه إن "القلق لدى الفيدرالي هو أنه مع انخفاض المخزون، من المرجح أن يزداد تأثير التعريفات على التضخم في الأشهر القادمة، مما يعني أن الضغوط التضخمية قد تتزايد بالتزامن مع بدء الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة".

وأضافت أن "الأسواق ترحب بنتائج التضخم اليوم لأنها تعني أن الفيدرالي يمكنه خفض الفائدة الشهر المقبل دون عوائق -أما قرارات خفض الفائدة في أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول وما بعدها فقد تكون أكثر تعقيدًا".

تحديات الإنفاق 
من ناحية أخرى، كشفت نتائج استطلاع حديث عن تفاقم الضغوط المالية التي يواجهها الأمريكيون في عام 2025، وسط استمرار تداعيات التضخم، وكشفت أرقام الاستطلاع الذي أجرته Yahoo Finance بالتعاون مع Marist Poll عن ارتفاع أسعار الفائدة، وعودة مستويات الدين الاستهلاكي إلى معدلات قياسية.

وأظهر الاستطلاع أن 45% من البالغين في الولايات المتحدة يعتبرون أن تكلفة المعيشة في مناطقهم "غير ميسورة" أو "غير ميسورة على الإطلاق"، في مؤشر واضح على استمرار الأزمة الاقتصادية في التأثير على حياة الأسر الأمريكية اليومية.

وقال واحد من كل ثلاثة أمريكيين إن وضعه المالي قد تدهور خلال العام الماضي، وهو ما انعكس بشكل أوضح لدى الفئات ذات الدخل المنخفض وكبار السن، وهم الذين يواجهون صعوبات متزايدة في مواجهة ارتفاع الأسعار.

وبينما عبر أكثر من نصف المشاركين عن رضاهم تجاه مدخراتهم، فإن نحو ثلث الأمريكيين أكدوا أنهم "غير راضين إطلاقًا" أو "غير راضين تمامًا" عن مستوى الادخار الذي يملكونه، مما يبرز فجوة مالية مقلقة في القدرة على مواجهة الطوارئ أو التحديات المستقبلية.

وكشف أرقام الاستطلاع أن 45% من الأمريكيين اعتبروا إن دخلهم الشهري يعادل نفقاتهم تقريبًا، بينما 30% تقريبًا أوضحوا أن نفقاتهم الشهرية تتجاوز دخولهم، في دلالة على تنامي العجز المالي في ميزانيات الأسر.

وما سبق يظهر بوضوح أن الوضع المالي للأمريكيين لا يزال هشًا، رغم بعض التحسن في المؤشرات الاقتصادية الكبرى، وهو ما يتطلب تعزيز الوعي المالي وتوفير أدوات دعم للفئات الأكثر تأثرًا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 68
أضيف 2025/08/12 - 7:10 PM