شهدت الأسواق المالية في إيران خلال الأسبوعين الماضيين موجة جديدة من التراجعات. وشملت هذه التراجعات انخفاض مؤشرات البورصة، وارتفاعاً جديداً في سعر صرف العملة الأجنبية، إلى جانب زيادة أسعار الذهب، في مؤشرات تعكس تزايد حالة انعدام الثقة وعدم الاستقرار في هذه الأسواق.
ورغم الجهود المبذولة في الأيام الأولى من أغسطس لضخ السيولة في البورصة، إلا أن هذه المحاولات لم تصمد طويلاً، وسرعان ما عادت المؤشرات إلى مسارها التنازلي. فقد شهد السوق يوم السبت 2 أغسطس تراجعاً بمقدار 26 ألف نقطة، وفي اليوم التالي، انخفض المؤشر العام بمقدار 15 ألف نقطة ليصل إلى مستوى مليونين و639 ألف نقطة.
ووفقاً للبيانات المتداولة، بلغت القيمة الإجمالية للتعاملات في سوق البورصة الإيرانية 8.5 تريليون تومان، ما يعكس تزايد رغبة المساهمين في البيع. وخلال هذه الفترة، لم تسجل سوى 74 شركة فقط من أصل 839 شركة نشطة، أي ما يعادل 9%، تداولات إيجابية، في حين شهدت 765 شركة، أو ما نسبته 91%، انخفاضاً في الأسعار.
وفي سياق استمرار التقلبات في الأسواق المالية، عاد سعر صرف العملات الأجنبية إلى الارتفاع مجدداً، حيث تجاوز الدولار عتبة 90 ألف تومان. ويرى خبراء اقتصاديون أن خروج رؤوس الأموال الحقيقية من البورصة يعد أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع، إلى جانب عوامل سياسية واجتماعية ساهمت في زيادة الطلب في السوق.
وكان الدولار قد تذبذب خلال الأيام العشرة الماضية بين 87 و89 ألف تومان، لكنه أظهر مؤشرات قفزة سعرية بدءاً من نهاية الأسبوع الماضي. ورغم الاعتقاد الأولي بأن هذه الزيادة ناجمة عن شائعات إغلاق سفارات أوروبية في إيران، فإن تسارع وتيرة الأخبار المرتبطة بالموضوع لم يوقف الارتفاع. ويوم السبت، تخطى سعر الدولار حاجز 90 ألف تومان، ووصل خلال يومين إلى 92 ألفاً و760 توماناً، مع توقعات بأن يصل إلى 95 ألف تومان بحلول نهاية الأسبوع إذا استمر المنحى الحالي.
ويرجّح الخبراء أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع في سعر الصرف هو التأثر المباشر بالأخبار الإقليمية. فقد ساهمت تصريحات عباس عراقجي الأخيرة بشأن شروط جديدة للتفاوض مع الولايات المتحدة، إلى جانب مواقف مسؤولين أوروبيين عن احتمال تفعيل “آلية الزناد”، في دفع السوق نحو هذا الاتجاه.
ولا يقتصر الارتفاع على الدولار فحسب، بل شمل أيضاً عملات رئيسية أخرى. فقد ارتفع سعر صرف اليورو من 103 آلاف تومان في بداية أغسطس إلى 107 آلاف و100 تومان يوم الأحد، وتشير مسارات التداول الأخيرة إلى احتمال تجاوز هذا المستوى في الأيام المقبلة.
ومن الأسواق الأخرى التي شهدت زيادة في الطلب مؤخراً، سوق الدينار العراقي. ومع بدء الزوار الإيرانيين التحضيرات لموسم زيارة الأربعين، ارتفع الطلب على الدينار، ما أدى إلى زيادة في سعره بنسبة تقارب 5%. فبعد أن كان يُتداول في نطاق 60 تومان حتى بداية أغسطس، بلغ أمس 62.9 توماناً.
وبالنظر إلى تزايد الطلب وارتفاع وتيرة السفر الديني، يُتوقع أن يصل سعر الدينار العراقي خلال الأسبوعين المقبلين إلى حدود 63.5 تومان. وتحاول الحكومة الإيرانية من جانبها احتواء موجة التذبذب عبر وعود بتوفير كميات كافية من العملة الأجنبية لموسم الأربعين، إلا أن استمرار ارتفاع سعر الدولار ــ بما يعنيه من تراجع إضافي في قيمة الريال ــ قد يؤدي إلى اتساع الفجوة السعرية بين الريال والدينار بصورة أكبر.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام