بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد 24 عاماً في سدة الحكم، بدأت تتكشف أحوال الدولة الإنسانية والمالية. وفي تقرير جديد يتبين أن إيران التي دعمت النظام خسرت 50 مليار دولار مع فرار الأسد وزوال حكمه.
تحت عنوان "إيران خسرت الأسد وضاع معه دين بـ 50 مليار دولار" نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، تقريراً أعده ماثيو كامبل، قال فيه إن الملفات التي تم الكشف عنها "تظهر أن الديكتاتور السوري كان مديناً بأموال كبيرة لرعاته في طهران". وأضاف "الآن بعد أن تبخرت الأموال ولم يعد الإيرانيون في مزاج متسامح، فهل هناك إمكانية لاستعادتها".
وأضاف كامبل أن سقوط الأسد كان آخر حلقة في سلسلة النكسات التي تعرضت لها إيران بالمنطقة. فقد أنفقت مليارات الدولارات لدعم الأسد، لكنها رأت استثمارها يختفي بين عشية وضحاها وسط وابل من الرصاص الاحتفالي.
وورد في مذكرة صادرة عن مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية في عام 2021: قد يطاح بالأسد ويختفي من الصورة، وستتعرض مليارات الدولارات لتهديد خطير.
وجاء فيها أن ديون سوريا لإيران على مدى سنوات والمكونة من قيمة مساعدات نفطية وإمدادات عسكرية بلغت حوالي 50 مليار دولار.
ووفق الصحيفة البريطانية، أشار تقرير آخر لوزارة الخارجية الإيرانية، أعد بعد عام، إلى أن تحصيل هذا الدين من سوريا سيكون "أمراً صعباً جداً ومستحيلاً من الناحية العملية" نظراً لضعف اقتصادها.
استعادة الاستثمارات
بعد ذلك، اقترح نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر في تقرير إلى المرشد الأعلى أن تحاول إيران استعادة بعض استثماراتها من خلال الحصول على أسهم في شركات حكومية ومناجم فوسفات وميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط.
من ناحية أخرى، حذرت وثيقة لوزارة الخارجية من المخاطر في عام 2021، مشيرة إلى أن الوضع في دمشق "حساس"، مشيرةً إلى خطر اغتيال الأسد أو الإطاحة به وإمكانية أن يؤدي هذا إلى طرد إيران من سوريا.
وتلقت سوريا ومنذ عام 2012 مساعدات نفطية إيرانية بقيمة 11 مليار دولار ، مع الأخذ بالاعتبار المساعدات العسكرية، فإن المبلغ الإجمالي يقدر بنحو 50 مليار دولار أو أكثر، مع أن التدقيق المالي لم يكتمل بعد، على حد ما جاء في التقرير.
وتساءلت الصحيفة إن كانت إيران ستستعيد أموالها أم لا؟ مجيبة أن الأسئلة تتعلق بمستقبل علاقات سوريا بطهران، فقد تجنبت المعارضة المنتصرة اقتحام السفارة الروسية لكنها نهبت السفارة الإيرانية، ومزق أفرادها صور قادة إيران وأنزلوا علمها.
اتفاقية طويلة الأمد
تجدر الإشارة إلى أنه في شهر تموز الماضي، أعلنت الحكومة الإيرانية المنتهية ولايتها عن اتفاقية جديدة مع نظام الأسد، الهدف منها استرداد ديونها وثمن تدخلها لصالح الأخير في سوريا، وذلك بالتزامن مع تسارع التقارب بين أنقرة ودمشق.
فقبل انتهاء ولايته المؤقتة التي استمرت لقرابة 50 يوماً بعد الوفاة الغامضة للرئيس الإيراني السابق ابراهيم رئيسي، أرسل الرئيس الإيراني بالوكالة محمد مخبر، مشروع اتفاقية جديدة ومحدثة للتعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد بين إيران وحكومة نظام الأسد إلى مجلس الشورى بداية تموز لاستكمال الإجراءات القانونية.