محافظ طهران: الأمطار الأخيرة لم تنهِ الجفاف وأزمة شحّ المياه مستمرة

الاقتصاد نيوز - متابعة

حذّر محافظ طهران سكان العاصمة من الاعتقاد بأن موجات الأمطار الأخيرة قد أنهت مشكلة الجفاف، مؤكداً ضرورة ترشيد استهلاك المياه. في الوقت نفسه، أفادت تقارير إعلامية بأن أزمة شحّ المياه لم تُحل، رغم الهطولات الغزيرة التي شهدتها بعض مناطق إيران.

وقال محمد صادق معتمديان، السبت 27 ديسمبر، إن محافظة طهران تمرّ بـ«العام السادس من الجفاف»، مضيفاً: «في العام المائي الجاري الذي بدأ مطلع أكتوبر، لم نتلقَّ سوى نحو 15 مليمتراً من الأمطار، وبسبب هذا التراجع في الهطولات تُعدّ طهران من بين المحافظات الأقل مطراً».

وأشار إلى أن السدود الأربعة في محافظة طهران لا تتجاوز نسبة امتلائها حالياً نحو 3 في المئة.

وبحسب موقع «خبر أونلاين»، يتم تأمين 70 في المئة من مياه الشرب في محافظة طهران من المياه الجوفية، فيما يأتي 30 في المئة من السدود.

وكانت وكالة «إيسنا» قد كتبت في تقرير لها في 23 ديسمبر: «على الرغم من الزيادة النسبية في معدلات الهطول على مستوى البلاد، وفي مقابل انخفاض ملموس للأمطار في طهران، تواجه السدود المزوّدة لمياه العاصمة تراجعاً في حجم مخزونها».

وأضافت الوكالة: «وفق الإحصاءات الرسمية، لم يُملأ سوى 34 في المئة من إجمالي سعة سدود البلاد حتى نهاية ديسمبر».

بناءً على ذلك، بلغ حجم المياه الواردة إلى خزانات إيران منذ بداية العام المائي (مطلع أكتوبر) وحتى 20 ديسمبر نحو 4.09 مليارات متر مكعب، مقارنة بـ5.04 مليارات متر مكعب خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أي بانخفاض قدره 19 في المئة.

وكتبت الوكالة الرسمية، خلافاً لتصريحات محافظ طهران الذي قال إن المحافظة تمرّ بعامها السادس من الجفاف، أن إيران بأكملها تمرّ بالسنة السادسة على التوالي من الجفاف.

وأشارت «إيسنا» في هذا السياق إلى وضع 14 سداً «تقل نسبة امتلائها عن 10 في المئة».

في الأثناء، نقلت وكالة «مهر» عن وزير الطاقة عباس علي‌ آبادي قوله في 25 ديسمبر إن «العجز في الموارد المائية يتراوح بين 20 و80 في المئة في المحافظات المختلفة»، مضيفاً: «نظراً للحاجة الكبيرة المتراكمة على المخزون الجوفي للمياه، علينا الاستمرار بهذا النهج».

ورغم تعهده بأن «الأمر لن يصل إلى تقنين المياه»، قال الوزير عن استمرار «تعديل ضغط المياه» في طهران: «لا نزال في وضع غير جيد في محافظة طهران، ولا يزال خفض ضغط المياه قائماً لإدارة الاستهلاك. وإذا تحققت الهطولات المتوقعة، فإن انقطاعات المياه الليلية ستكون أقل بكثير».

وفي السياق نفسه، حذّر أحد وظيفه، مدير المركز الوطني للمناخ وإدارة أزمات الجفاف في هيئة الأرصاد الجوية، في حديث لصحيفة «اعتماد» بتاريخ 21 ديسمبر، من الوضع الحرج للموارد المائية في محافظة طهران والمناطق المجاورة.

وقال، في إشارة إلى الأمطار الأخيرة في محافظات طهران وقزوين والبرز وسمنان وخراسان الرضوية ومركزي: «وضع السدود غير مطمئن، ومستوى المياه انخفض كثيراً. كما أن الهطولات كانت في الغالب على المرتفعات وبشكل ثلوج، ولا تأثير لها على المدى القصير في زيادة منسوب الأنهار، لأن الثلوج لم تذب بعد».

وأكد وظيفه أن وضع الموارد المائية للعاصمة الإيرانية لن يشهد تغييراً خلال الأشهر المقبلة، رغم هذه الهطولات.

من جانبه، قال فيروز قاسم‌ زاده، المدير العام لمكتب معلومات وبيانات المياه في إيران، رداً على بعض التقارير التي تحدثت عن «إمكانية تأمين مياه الشرب لـ600 مليون شخص» عقب الأمطار الأخيرة، إن قسماً كبيراً من الهطولات يُفقد عبر التبخر المباشر أو ضمن الدورة الطبيعية للمياه، ولا يمكن تخزينه.

وجاءت الأمطار الأخيرة في وقت كانت فيه أزمة المياه في إيران قد بلغت مرحلة حادة خلال الصيف والخريف الماضيين، حيث واجهت عدة مدن، من بينها طهران ومشهد وكرمان، أوضاعاً طارئة، وفي بعض الحالات «تقنيناً فعلياً» للمياه.

وكان مركز «سوفان» البحثي، ومقره الولايات المتحدة، قد حذّر في 5 ديسمبر من أن أزمة المياه في إيران تجاوزت كونها تحدياً بيئياً، لتتحول إلى قضية سياسية وأمنية عميقة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 73
أضيف 2025/12/28 - 10:20 AM