كركوك تقلص خطتها الزراعية لأقل من النصف

الاقتصاد نيوز — بغداد

أعلنت مديرية زراعة كركوك، اليوم الجمعة، عن تقليص مساحات الخطة الزراعية لمحصول القمح في المحافظة إلى 410 آلاف دونم بعد أن كانت مليوناً و14 ألف دونم.

وقال مدير المديرية عصام سلمان، إن "الخطة التي أعدتها زراعة كركوك ورفعتها إلى وزارة الزراعة تضمنت شمول مليوناً و14 ألف دونم مخصصة لمحصول القمح في عموم مناطق المحافظة، إلا أن الوزارة وبعد التشاور مع الموارد المائية ومراجعة خطط توزيع المياه، صادقت على زراعة 410 آلاف دونم فقط ضمن المناطق التي تعتمد على منظومات الري المائي الثابت ذات الإنتاج المضمون".

وأضاف أن "المساحة المزروعة في الموسم الماضي بلغت 557 ألف دونم، أما في الموسم الحالي فستنخفض نتيجة شحّ الأمطار وتراجع الخزين المائي في السدود والأنهار، ما أثر بشكل مباشر على حجم المساحات المخصصة للزراعة المروية في عموم المحافظة".

وأشار إلى أن "وزارة الموارد المائية استبعدت من الخطة الزراعية قرابة 190 ألف دونم، كانت تقع ضمن منظومات المشاريع المائية التي تعتمد على واردات نهر الزاب والري القائم على الموارد المائية السطحية، بسبب الظروف المناخية الصعبة والجفاف الذي تشهده البلاد هذا العام".

وتابع مدير الزراعة أن "الوزارة عللت قرارها بأن الواردات المائية الحالية لا تكفي لتغطية كامل المساحات الزراعية المخطط لها، لذلك تم اعتماد خطة تتناسب مع المتاح من المياه وفقاً لأولويات إدارة الموارد المائية، التي تهدف إلى ضمان تزويد مياه الشرب والحفاظ على الخزين الإستراتيجي قبل توسيع رقعة الزراعة".

وبيّن سلمان أن "الخطة الجديدة تتركز في مناطق الري الثابت مثل داقوق، الرياض، الحويجة، العباسي، الزاب، والرشاد، وهي المناطق التي تتوفر فيها شبكات ريّ حديثة أو مشاريع تعتمد على الخزانات المحلية"، مؤكداً أن "الزراعة الديمية (البعلية) ستتأثر بشكل كبير هذا الموسم نتيجة تأخر الأمطار وتقلص كميات الهطول في شهري أيلول وتشرين الأول مقارنة بالعام الماضي".

ولفت إلى أن "مديرية زراعة كركوك ستعمل خلال الموسم الحالي على تطبيق الخطة المصادق عليها بدقة، ومتابعة عملية توزيع المياه، والبذور، والأسمدة، والمبيدات الزراعية وفق نظام الحصص المحددة، لضمان نجاح الموسم وتقليل الخسائر المحتملة للمزارعين".

وأشار إلى أن "الوزارة وجهت بتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، خاصة في المناطق التي ستزرع ضمن المساحات المحددة، لضمان تحقيق إنتاجية عالية وجودة في المحصول رغم تقليص المساحات المزروعة".

وختم بالقول إن "هذا التقليص في الخطة الزراعية يعكس حجم التحديات البيئية والمناخية التي تواجهها محافظة كركوك وسائر المحافظات العراقية، نتيجة شحّ الموارد المائية وارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات التساقط المطري".

ودعا إلى اعتماد سياسات مائية وزراعية أكثر استدامة، والتوسع في استخدام أنظمة الري الحديثة بالتنقيط والرشّ بدلاً من الري التقليدي لتقليل الهدر وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.

يشار إلى أن محافظة كركوك تُعد من أهم المحافظات المنتجة لمحصول القمح في العراق، وتسهم سنوياً بنسبة كبيرة في مجمل الإنتاج المحلي، إلا أن موجات الجفاف وتغير المناخ أثرت بشكل واضح على القطاع الزراعي خلال السنوات الثلاث الأخيرة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 122
أضيف 2025/11/07 - 11:51 AM