هل تتطلع إيران لتصدير الغاز إلى الصين؟

الاقتصاد نيوز - متابعة

 قال المدير السابق للشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الإيرانية إن تصدير الغاز الإيراني إلى الصين يتطلب امتلاك تكنولوجيا الغاز الطبيعي المسال (LNG)، مشدداً على أن التصدير عبر خطوط الأنابيب شديد الصعوبة بل يكاد يكون مستحيلاً.

وفي تصريحات لوكالة إيلنا، أوضح محسن قمصري أن مستقبل الطاقة في العالم يتركز على الغاز، ما يستدعي من إيران العمل على توسيع أسواقها التصديرية، مضيفاً: "علينا أولاً تطوير المخازن وزيادة الإنتاج لنضمن فائضاً موجهاً للتصدير".

وأشار إلى أن تصدير الغاز إلى الصين يُعد من المحاور الأساسية في التعاون الاقتصادي بين البلدين، مؤكداً أن ذلك يمكن أن ينعكس إيجاباً على الاقتصاد وأمن الطاقة لكل من طهران وبكين.

وأكد المسؤول السابق أنه “مع الأخذ في الاعتبار بُعد المسافة، فإن الخيار المنطقي هو الاعتماد على الغاز المسال”، مضيفاً أن الاستثمار في مشاريع تسييل الغاز يشكّل البنية التحتية اللازمة لأي خطة لتصدير الغاز إلى الصين.

وحول خيار التصدير عبر خط الأنابيب مروراً بباكستان، أوضح قمصري أن مشروع “خط أنابيب إيران-باكستان-الصين” كان من المخططات المهمة لنقل الغاز الإيراني إلى الصين، لكنه واجه عقبات سياسية وأمنية. وأضاف أن عبور الغاز عبر منطقة التبت الوعرة أمر بالغ الصعوبة، فضلاً عن أن نقطة دخول الغاز إلى الصين تقع في منطقة غير صناعية، ما يستلزم إنشاء آلاف الكيلومترات من خطوط الأنابيب للوصول إلى المراكز الصناعية. وقال إن “الحل العملي هو إيصال الغاز مباشرة إلى السواحل الصينية، حيث الطلب على الطاقة أكبر”.

ولفت إلى أن إيران لديها تجربة سابقة مع الصين في مشروع غاز “بارس الجنوبي”، مضيفاً أنه إذا جرى إحياؤه فلن يكون الوصول إلى السوق الصينية أمراً بعيد المنال.

وأكد قمصري أن الشرط الأول هو الاستثمار في تطوير الموارد، حتى تبدي الصين رغبة في التعاون مع إيران، موضحاً أن البلاد حالياً لا تمتلك فائض إنتاجي كافٍ. وقال إن الاستثمار في البنية التحتية الخاصة بالغاز المسال يتطلب بداية الاستثمار في تطوير المخازن وزيادة القدرة الإنتاجية.

كما حذر من المنافسة القوية مع قطر في سوق الغاز المسال، قائلاً: “قطر تملك خبرة طويلة في هذا المجال واستثمرت مبالغ ضخمة، لذلك لا يمكن لإيران أن تفرض نفسها كما تفعل في سوق النفط”. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن إيران إذا استثمرت في زيادة الإنتاج، وتوسيع عمليات الاستخراج، وبناء محطات الغاز المسال، فإنها ستتمكن من دخول سوق التصدير بقوة أكبر.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 629
أضيف 2025/09/04 - 5:13 PM