أول منجم ذهب حيادي الكربون في العالم يستهدف توليد 90% من الكهرباء المتجددة

يستهدف أول منجم ذهب حيادي الكربون في العالم زيادة معدلات استعمال الكهرباء المولدة بالطاقة المتجددة في تشغيل عملياته، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويتبنّى المنجم الموجود في ولاية أستراليا الغربية نهجًا تحوليًا في إنتاج الذهب؛ يوازن بين المسؤولية البيئية والجدوى التجارية.

ودخل منجم ذهب "بيلفو غولد" (Bellevue Gold) حيز التشغيل في أواخر عام 2023، بمبادئ تستهدف تحقيق الاستدامة في تعدين المعدن النفيس، وصولًا إلى الحياد الكربوني.

وحقّق المنجم هدف الحياد الكربوني هذا العام، أي قبل عام من موعده المحدد المقرر له في 2026؛ ما يُظهِر فاعلية وتأثير إستراتيجية التنفيذ التي تنتهجها الشركة المالكة للمنجم.

وأستراليا هي ثالث أكبر مُنتِج للذهب عالميًا، خلف الصين وروسيا. كما أنها تتقاسم مع الأخيرة لقب أكبر دولة امتلاكًا لاحتياطيات مناجم الذهب في العالم.

التعدين بالكهرباء المتجددة
يستهدف منجم ذهب "بليفو غولد" تشغيل عملياته بنحو 90% من مصادر الطاقة المتجددة في المتوسط، ضمن خطط أوسع لأن يصبح الأقل في كثافة انبعاثات غازات الدفيئة بين مناجم الذهب كافّة في أستراليا، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي.

ونجح منجم ذهب بليفو، غير المتصل بالشبكة، في العمل بالكهرباء النظيفة لمدد طويلة.

ويستضيف منجم بليفو، الواقع على بُعد 40 كيلومترًا شمال غرب لينستر، أحد أكبر الأنظمة الهجينة غير المتصلة بالشبكة في عموم أستراليا، التي تحوي طاقة شمس سعة 27 ميغاواط، وطاقة رياح سعة 24 ميغاواط، إلى جانب نظام بطارية قدرة 15 ميغاواط (33 ميغاواط/ساعة) يُغني عن الحاجة إلى مولدات الديزل.

وعزمت شركة بليفو غولد المالكة للمنجم على أنه سيكون أول منجم ذهب في العالم يحقق هدف الحياد الكربوني؛ إذ لا تصدر عنه أي انبعاثات كربونية، وفق تصريحاتها التي جاءت خلال عرض تقديمي هذا الأسبوع في مؤتمر "ديغرز وديلرز" في مدينة كالغورلي التي تبعُدْ أكثر من 40 كيلومترًا جنوب المنجم.

أهداف الانبعاثات
قال "بليفو غولد" إن المنجم حقّق بالفعل مستهدف الحياد الكربوني بالنسبة إلى "النطاق الأول"، وانبعاثات "النطاق الثاني" في عام 2024-2025، عبر توليد الكهرباء المتجددة، وكذلك من خلال تعويض استعمال الوقود الأحفوري عبر شراء أصول الكربون، بما في ذلك تقنيات إدارة حرائق السافانا.

وأوضحت الشركة أن تشغيل توربينات الرياح الـ4 التابعة لها مؤخرًا سعة 6 ميغاواط بوساطة شركة مقاولات الطاقة زينيث إنرجي (Zenith Energy)، قد مكّن منجم ذهب بليفو من العمل لمدة 58 ساعة بالطاقة المتجددة في شهر يونيو/حزيران الماضي وحده.

وأضافت: "منجم بليفو يتوقع استعمال الكهرباء المولدة بالمصادر النظيفة بنسبة تتراوح من 80% إلى 90% بعد تشغيل توربينات الرياح الـ4 جميعها"، حسب ما قالته في العرض التقديمي، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وزادت: "مع انتظار تنامي الطلب على استعمال الكهرباء في المنجم وموسمية طاقة الشمس والرياح، من المتوقع أن يعتمد المنجم على 89% من الطاقة المتجددة في السنة المالية 2026؛ وبناءً عليه فإنه من المرجح أن يصبح المنجم الأكثر اعتمادًا على الطاقة المتجددة في أستراليا (على الشبكة أو خارجها)".

المناجم النائية.. هدف طموح
تستهدف معظم المناجم الموجودة في المناطق النائية غير المتصلة بالشبكة، استعمال الكهرباء المتجددة بأكثر من 50%، بل إن بعضها يستهدف استعمال ما يتراوح من 70% و80%، نظرًا إلى أن خفض التكلفة في أنظمة تخزين البطاريات، وتطوير أنظمة تحكم ذكية؛ قد مكنا من الاستغناء عن مولدات الديزل لمدد مطولة.

وعلى الرغم من أن منجم ذهب بليفو ربما يكون على صواب في مزاعمه أنه الفريد من نوعه استعمالًا لمصادر الطاقة المتجددة في أستراليا، فإنه من المرجح أن تتفوق عليه مناجم خام الحديد العملاقة في بلبارا، التابعة لشركة فورتيسكيو ميتالز (Fortescue Metals).

وتمكّنت المناجم المذكورة من تحقيق هدف المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة أندرو فورست، المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2030.

وترغب فورتسكيو ميتالز في التخلي عن استعمال ائتمانات الكربون أو حتى استعمال مصادر الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء أو تشغيل عمليات المناجم أو النقل على الطرق.

خطة طموحة
تتبنّى شركة بليفو غولد خطة قوامها 4 مليارات دولار تستهدف من خلالها طرح شاحنات كهربائية عملاقة وحفارات كهربائية ومعدات وآليات أخرى، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسبق أن صرّحت الشركة بأن مساعيها لتحقيق الحياد الكربوني وإنتاج كميات كبيرة من الطاقة المتجددة لا تعتمد على التكاليف فحسب، وإنما على طلب المستهلكين.

وتابعت: "تشكّل سوق الجواهر قرابة 40% من الطلب على الذهب في العالم، ويطلب المشترون الذين لديهم نزعة أخلاقية الذهب المُعدّن بطريقة مستدامة".

وأشارت إلى أن منجم ذهب بليفو غولد يعمل بالشراكة مع مصفاة إيه بي سي (ABC Refinery)، وشركة سينغل ماين أوريجن (Single Mine Origin) لبيع الذهب إلى المشترين ذوي النزعة الأخلاقية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 69
أضيف 2025/08/10 - 6:44 PM