شركة النفط البريطانية تُعيد حقلًا للعمل بعد توقفه 21 عامًا

تستعد شركة النفط البريطانية (بي بي) إلى زيادة إنتاجها من النفط والغاز في بحر الشمال، بعد إعلان استئناف العمل في حقل عملاق هو "مورلاك"، المتوقف منذ 21 عامًا؛ بسبب عدم جدواه الاقتصادية.

ويأتي قرار الشركة رغم مساعي وزير الطاقة في حكومة حزب العمال، إد ميليباند، لتقليص صناعة الوقود التقليدي في بحر الشمال البريطاني، ضمن إطار الجهود التي تركّز على تحول الطاقة.

ولتحقيق ذلك، فرضت الحكومة الحالية بقيادة كير ستارمر ضرائب مضاعفة على أرباح صناعة النفط والغاز في المملكة المتحدة، وحظرت رُخَص العمل الحديثة.
وفازت الشركة باتفاقية لإعادة العمل بالحقل، في عهد الحكومة السابقة بقيادة ريشي سوناك الداعمة لإنتاج النفط والغاز في بحر الشمال، ومنذ ذلك الحين تعمل على تركيب معدّاتها استعدادًا لمعاودة النشاط.

ويقع الحقل على بعد 120 ميلًا من أبردين، وهي منطقة في إسكتلندا، تعتمد بصورة شبه كاملة على الطاقة المتجددة وصناعة الهيدروجين، إذ إنه في أواخر 2021، أعلنت شركة شبكات الغاز الإسكتلندية (إس جي إن) خططًا طموحة لجعل أبردين أول مدينة تعمل بالهيدروجين بنسبة 100% في العالم بنهاية العقد الحالي.

وتُمكِّن التقنيات الحديثة شركة النفط البريطانية من إعادة إنتاج النفط والغاز في حقل بحر الشمال العملاق، الذي توقَّف العمل فيه عام 2004؛ بسبب عدم جدواه الاقتصادية، وفق ما أعلنته الشركة حينها، بحسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

حقل مورلاك في بحر الشمال
قالت شركة النفط البريطانية، إن حقل مورلاك في بحر الشمال يحتوي على 20 مليون برميل من النفط، و600 مليون متر مكعب من الغاز، ما يحتاج إلى 11 عامًا من العمل لاستخراجهما.

وتوقعت أن ينتج الحقل نحو 20 ألف برميل من النفط و17 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

ويعزز العمل في الحقل العملاق إنتاج شركة "بي بي" من النفط والغاز في بحر الشمال التي تشهد تراجعًا خلال السنوات الأخيرة، إذ هبطت من 96 ألف برميل من النفط يوميًا في 2020 إلى 70 ألف فقط حاليًا، كما هبط إنتاج الغاز من 221 مليون قدم مربعة يوميًا إلى 197 مليون قدم مربعة.

وأثارت خطوة شركة النفط البريطانية لإعادة العمل في حقل مورلاك غضبَ نشطاء البيئة والمناخ، الذين أكدوا أن بي بي وغيرها من الشركات يجب أن تتخلى عن صناعة النفط والغاز.
قد لا تفلح اعتراضات منظمة البيئة والمناخ العالمية "غرينبيس" مع مشروع شركة النفط البريطانية في بحر الشمال، مثل فشلها مع مشروع شركة شل التي نفّذت خطوة مشابهة بحقل "بنغوينز" في بحر الشمال بمنطقة شيتلاندن مطلع العام الجاري (2025).

وبدأ حقل شل العمل في 2003، وأُغلِقَ عام 2021، ثم أعادته شركة النفط والغاز العملاقة إلى الحياة، وتتوقع إنتاج 45 ألف برميل نفط يوميًا، وأن تبدأ الإنتاج خلال العام الجاري.

وقال المسؤول في هيئة الطاقة البحرية البريطانية مايك ثولين: "أصبح شائعًا إعادة العمل في الحقول المتوقفة في بحر الشمال، إذ إن التقنيات الحديثة والمبتكرة تخلق فرصًا جديدة فيها".

وأضاف: "أشارت لجنة تغير المناخ المستقلة في المملكة المتحدة إلى أن البلاد ستحتاج إلى توفير 13-15 مليار برميل من النفط المكافئ بحلول عام 2050، ويمكننا إنتاج نصف هذه الكمية محليًا، إلّا أن الإنتاج المحلي الحالي لا يتجاوز 4 مليارات برميل، ما يعني أن الواردات سترتفع، وتُحقق خسائر للاقتصاد، مع انتقال الوظائف ورؤوس الأموال إلى الخارج، بحثًا عن فرص بديلة".

وخلصت دراسة حديثة لهيئة انتقال بحر الشمال الحكومية المعنية بتنظيم شؤون النفط والغاز، إلى وجود 3 مليارات برميل من مكافئ النفط في حقول مُنتجة، و6 مليارات برميل في مشروعات تطوير مُحتملة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 64
أضيف 2025/08/10 - 6:23 PM