تظهر أحدث الدراسات أن الاتجاه التنازلي لمعامل جيني قد انتهى في عام 2023 وأن مستوى عدم المساواة في البلاد اتخذ اتجاهاً متزايداً.
ومعامل “جيني”، هو مؤشر إحصائي بين صفر وواحد يشير إلى كيفية توزيع الدخل، واقترابه من الصفر يعني انخفاض الفجوة بين الدخل والطبقية، وكلما تحرك نحو الرقم واحد، زادت الفجوة بين الدخل والطبقية في المجتمع أو البلد. مركز الإحصاء الإيراني والبنك المركزي هما المؤسستان الرئيسيتان اللتان تنشران إحصاءات هذا المعامل الرياضي.
ونشر مركز الإحصاء الإيراني في تقريره الأخير حالة الإنفاق الأسرية في إيران خلال عام 2023. وبحسب هذه الإحصائيات فقد ارتفع معامل جيني عام 2023 مقارنة بعام 2022 وتوقف الاتجاه التنازلي لهذا المتغير.
بمعنى آخر، يمكن القول أن مستوى عدم المساواة والفوارق الطبقية في الاقتصاد الإيراني ارتفع في العام الماضي مقارنة بعام 2022.
ووصل معامل جيني في إيران إلى 39.79 العام الماضي 2023، وهو ما زاد بأكثر من نقطة مقارنة بـ 2022. بمعنى آخر، زادت عدم المساواة والفوارق الطبقية في العام الماضي مقارنة بعام 2022.
ويبين اتجاه معامل جيني في إيران من عام 1984 إلى عام 2023 أن أعلى معامل جيني وعدم المساواة الاقتصادية كانت في عام 1984 وكان يساوي 49.91 وحدة. وحدث انخفاض حاد في عام 1986، وكان اتجاه معامل جيني مستقراً تقريباً من هذا العام إلى عام 2007.
وقد شهد هذا المعامل انخفاضا حادا في الفترة من 2007 إلى 2013، ليصل في عام 2013 إلى أدنى مستوى له خلال الأربعين سنة الماضية. وتشير الإحصائيات إلى أن معامل جيني ذلك العام بلغ 36.5، وكان مؤشراً على أن دخل المجتمع يومها كان الأفضل.
ثم ارتفع معامل جيني في الفترة من 2013 إلى 2018 ليصل إلى 40.93. لم تكن هذه الذروة موجودة في عام 2018، حيث تم كسر اتجاه الصعود في عام 2019. وبعد ذلك دخل معامل جيني في قناته الهابطة وانخفض حتى عام 2022، ليصل هذا المعامل إلى مستوى 38.77 في عام 2022.
وتظهر إحصائيات معامل جيني العام الماضي أن عملية تحسين عدم المساواة في إيران قد انكسرت، ومع زيادة معامل جيني، أصبح مستوى الاختلاف الطبقي في عام 2023 أعلى من العامين السابقين، 2022 و2021.