
شهدت مراكز التعاملات الرئيسية في سوق الصرف الأجنبي بشارع فردوسي في طهران، منذ صباح أمس، تراجعًا حادًا في أسعار مختلف العملات الأجنبية، حيث تسارعت وتيرة الانخفاض لحظة بعد أخرى، ما أدى إلى تراجع ملموس عن جزء كبير من المسار الصعودي الذي سجلته الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية.
وانخفض سعر الدولار الأميركي، الذي كان قد ارتفع أول أمس إلى مستوى 145 ألف تومان، ليصل في وقت إعداد هذا التقرير إلى 138 ألفًا و500 تومان.
كما تراجع سعر اليورو الأوروبي بمقدار 8 آلاف تومان مقارنة بالتعاملات السابقة، لينخفض من ذروة 170 ألف تومان إلى 162 ألف تومان. وفي السياق نفسه، جرى تداول الدرهم الإماراتي بانخفاض قدره 1500 تومان مقارنة بالتعاملات السابقة، عند مستوى 37 ألفًا و500 تومان.
وكان الانخفاض أشد في العملات الآسيوية الأكثر تداولًا، مثل اليوان الصيني، والروبل الروسي، والليرة التركية، والدينار العراقي، حيث فقدت هذه العملات، في المتوسط، نحو 4 في المئة من قيمتها السابقة في سوق طهران.
أسباب تراجع الأسعار
بدأت موجة انخفاض الأسعار منذ اللحظة التي انتشرت فيها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن استقالة رئيس البنك المركزي، بالتزامن مع تأكيد المجلس الأعلى للإعلام الحكومي مسألة تعيين بديل له.
وكان مهدي طباطبائي، مساعد شؤون الاتصال والإعلام في مكتب الرئيس الإيراني، قد أعلن أمس عبر صفحته الشخصية على منصة إكس، قبول رئيس الجمهورية استقالة محمد رضا فرزين من منصبه رئيسًا للبنك المركزي، واختيار عبد الناصر همتي مرشحًا بديلًا لتولي هذا المنصب.
وأكد طباطبائي أن المصادقة النهائية على هذا التعيين ستتم خلال جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الأربعاء، على أن تُبلّغ الإجراءات التنفيذية ذات الصلة عقب ذلك.
ووفقًا لتقرير صحيفة «اطلاعات»، تولّى عبد الناصر همتي رئاسة البنك المركزي من أغسطس/آب 2018 حتى يونيو/حزيران 2021. كما شغل في الحكومة الرابعة عشرة منصب وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، إلا أنه أُقيل في مارس/آذار الماضي عقب استجوابه في مجلس الشورى، على خلفية تحميله مسؤولية اضطرابات سوق العملات والذهب والمسكوكات النقدية نتيجة السياسات المتبعة في وزارة الاقتصاد.
أما محمد رضا فرزين، فقد جرى تعيينه رئيسًا للبنك المركزي قبل ثلاث سنوات، في يناير/كانون الثاني 2023، خلال حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، قبل أن يُبقي مسعود بزشكيان عليه في منصبه بعد توليه رئاسة الحكومة الرابعة عشرة.
تطورات سوق الذهب والعملات الذهبية
وأسفرت أنباء التغييرات الإدارية في البنك المركزي عن آثار إيجابية في سوق الذهب والعملات الذهبية، حيث انخفض سعر غرام الذهب عيار 18 من 16 مليون تومان أول أمس إلى 14 مليونًا و400 ألف تومان حتى وقت إعداد هذا الخبر.
وعزا ناشطو السوق هذا التراجع إلى احتمال تغيير سياسات البنك المركزي في المرحلة الإدارية الجديدة، إلى جانب تدخل حكومي فوري في السوق.
وفي السياق ذاته، عقد الفريق الاقتصادي للحكومة، بعد ظهر أمس، اجتماعًا في البنك المركزي لمناقشة السياسات النقدية والتجارية وقضايا معيشة المواطنين.
وشارك في هذا الاجتماع كل من محمد رضا فرزين رئيس البنك المركزي، ومحمد أتابك وزير الصناعة والمناجم والتجارة، وسيد علي مدني زاده وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، وأحمد ميدري وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي، حيث جرى بحث السياسات النقدية والتجارية والمعيشية. غير أنه وبعد مرور سبع ساعات على بدء الاجتماع، لم تُعلن أي معلومات بشأن القرارات المتخذة. في المقابل، أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بأن الاجتماع عُقد بالفعل، وأن نتائجه ستُجمع وتُعلن قريبًا على مستوى الحكومة.
وقالت صحيفة اطلاعات إن الاحتجاجات المتفرقة التي نفذها عدد من العاملين في قطاع بيع الهواتف المحمولة وقطع الكمبيوتر، والتي بدأت منذ ليل أول أمس في المناطق المركزية من طهران، لم تكن بلا تأثير على مسار تعديل أسعار العملات.
وقد نظم عدد محدود من بائعي الهواتف المحمولة وقطع الكمبيوتر، خلال اليومين الماضيين، تجمعات احتجاجية في شارع جمهوري وميدان تقاطع غلوبندك بطهران، اعتراضًا على الارتفاع المتواصل في أسعار الصرف، والذي أدى إلى ركود حاد في نشاطهم التجاري.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام