ذكرت صحيفة "جارسوق" الإيرانية، الخميس، أن  جورجيا تشهد في الآونة الأخيرة تحولات سياسية واقتصادية مهمة، تجعلها في قلب الاهتمام الجيوسياسي، خاصة بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي على البحر الأسود ومسارات التجارة بين الشرق والغرب. هذا الموقع يجعلها نقطة محورية لنقل البضائع والطاقة، ويمنحها أهمية كبيرة بالنسبة لمحور الصين- روسيا - إيران، الذي يسعى لتعزيز نفوذه في المنطقة.

وأضاف التقرير، شهدت جورجيا احتجاجات واسعة، تركزت حول قصر الرئاسة، بمشاركة قوى غربية تسعى لإحداث حالة من عدم الاستقرار السياسي. هذه التوترات جاءت بعد فوز حزب "حلم جورجيا" في انتخابات البلديات بفارق واضح، ما يدل على قدرة الحزب الحاكم على الحفاظ على دعمه الشعبي. وتحاول القوى الغربية من خلال هذه التحركات تقليل نفوذ الحزب القريب من محور الشرق، ومنع تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الصين وروسيا وإيران، لكن فشل هذه المحاولات يشير إلى قوة الحزب الحاكم وقدرته على تثبيت سلطته داخليا.

تشير التقارير الاقتصادية، إلى أن جورجيا تشهد نمواً متسارعاً في مختلف القطاعات، خاصة في البنية التحتية والمشاريع الترانزيتية. فقد رفع بنك التنمية الآسيوي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025 من 6٪ إلى 7٪، بينما يتوقع أن يبقى النمو عند 5٪ في عام 2026.

كما تم تثبيت معدل التضخم عند مستوى منخفض، إذ من المتوقع أن يبلغ 4٪ في عام 2025 و3٪ في عام 2026، بدعم من انخفاض أسعار الوقود العالمية والسياسة المالية الحذرة التي تتبعها الحكومة. في نفس الوقت، سجلت التجارة الخارجية لجورجيا نمواً ملحوظاً في النصف الأول من عام 2025، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 13.7٪ والواردات بنسبة 12.4٪، فيما نمت إعادة تصدير السيارات بنسبة 30.3٪ لتكون مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية.

يختم التقرير الإيراني: اذن تجمع جورجيا اليوم بين الأهمية الجيوسياسية والنمو الاقتصادي الملحوظ، ما يجعلها هدفاً لتأثيرات خارجية متعددة. التحدي الرئيس الذي تواجهه البلاد يكمن في الحفاظ على استقرارها الداخلي وتعزيز علاقاتها مع محور الشرق، مع مواجهة محاولات القوى الغربية للتأثير على سياساتها الداخلية والخارجية.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام