أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في مقابلة مع شبكة CNBC الأمريكية أن الحكومة العراقية ماضية في تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، مشيرًا إلى أن العراق يمتلك مقومات اقتصادية وطبيعية تؤهله للتحول إلى دولة صناعية ومركز تجاري يربط بين أوروبا وآسيا عبر مشروع طريق التنمية.

وقال السوداني إن الحكومة ركزت على دعم القطاعات الإنتاجية الرئيسة مثل الصناعة والزراعة والتجارة والاتصالات، من خلال جذب القطاع الخاص واستثمار جزء من عوائد النفط لتطوير البنى التحتية التي تُعد من أولويات المواطن العراقي، مؤكدًا أن جزءًا كبيرًا من الإصلاحات قد تحقق فعلاً على الأرض.

وفي ما يتعلق بقطاع الطاقة، أوضح السوداني أن العراق عضو مؤسس وفاعل في منظمة أوبك، ويسعى إلى الحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية، لكنه في الوقت ذاته بدأ مطالبات رسمية بمراجعة حصته الإنتاجية نظرًا لامتلاكه احتياطيات ضخمة وازدياد عدد سكانه إلى أكثر من 45 مليون نسمة، مشيرًا إلى أن الظروف التاريخية التي مر بها العراق – من حروب وحصار وإرهاب – تمنحه الحق في المطالبة بمرونة أكبر ضمن المنظمة لتلبية متطلبات إعادة الإعمار والتنمية.

وعن أزمة الكهرباء في البلاد، أقر السوداني بوجود خلل هيكلي في الاستثمار بقطاعي النفط والغاز خلال العقود الماضية، كاشفًا أن العراق يستورد غازًا من إيران بقيمة 4 مليارات دولار سنويًا، ويهدر كميات مماثلة من الغاز المصاحب. وأوضح أن الحكومة أبرمت اتفاقيات استراتيجية مع شركات توتال الفرنسية والإماراتية والصينية، إضافة إلى الجهد الوطني، لاستثمار الغاز المصاحب وتحقيق صفر حرق بحلول عام 2028، مؤكدًا أن هذه الخطط ستوقف استيراد الغاز والمشتقات النفطية وتحقق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الطاقة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن العراق بدأ فعليًا استيراد الغاز من الولايات المتحدة ضمن اتفاق مع شركة Accelerator، كما تم التوقف عن استيراد المشتقات النفطية بفضل مشاريع التكرير والتطوير في محافظة البصرة، لافتًا إلى أن الوفورات المالية الناتجة ستُوجَّه نحو قطاعات الغذاء والصحة والإسكان.

وفي حديثه عن العلاقات الاقتصادية مع الصين، أوضح السوداني أن سياسة العراق تقوم على تنويع الشراكات الدولية، حيث تعمل في البلاد شركات صينية وأمريكية وأوروبية وعربية ضمن نهج تعددي منفتح، مشيرًا إلى توقيع اتفاقيات مبدئية جديدة مع شركات أميركية كبرى مثل شيفرون وإكسون موبيل وهاليبرتون وشلمبرجير لتطوير قطاع النفط والطاقة.

وختم السوداني حديثه بالتأكيد على أن العراق يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الإصلاح الاقتصادي، وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية لبناء اقتصاد مستدام ومتنوع يعزز مكانة العراق الإقليمية والدولية.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام