وزير الخارجية: نحو 6 ملايين مواطن يعيشون خارج العراق.. ونواجه أزمة مائية خطيرة

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، اليوم الثلاثاء، أن العراق يواجه تحديات مناخية ومائية جسيمة تفاقمت بفعل تغيّر المناخ والإجراءات الأحادية من دول الجوار، فيما أكد وجود 6 ملايين شخص في الخارج.

وقال حسين، في مقابلة تابعتها "الاقتصاد نيوز"، إن "العراق يواجه تحديات مناخية جسيمة لا تقتصر عليه فحسب، بل تشمل المنطقة والعالم بأسره، غير أنها أكثر خطورة على بلدنا، فالجفاف والتصحر يضربان المنطقة بشدة، حتى أن الرئيس الإيراني طرح فكرة نقل العاصمة طهران إلى منطقة أخرى بسبب أزمة المياه، كما تأثرت تركيا أيضاً بتغير المناخ وتراجع مواردها المائية".

وبيّن أن "العراق لم يتخذ عبر العقود الماضية إجراءات كافية لمواجهة آثار التغير المناخي، والتحديات المناخية والجفاف في كل من إيران وتركيا انعكست سلباً على نهري دجلة والفرات والتدفقات الواصلة للعراق، وقد اختفت معظم الروافد القادمة من إيران، بينما واصلت تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي بناء السدود لأغراض توليد الطاقة وتنظيم المياه، ما أثر على حصة العراق المائية، ورغم المفاوضات المستمرة، لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح يحدد تلك الحصة".

وأوضح أن "الحكومة تجري حواراً دائماً مع الجانب التركي، وقد قرر مجلس الوزراء قبل أسبوعين تشكيل وفد رفيع المستوى برئاستي وعضوية وزيري الموارد المائية والزراعة، إضافة إلى المختصين في مجالات المياه والبيئة والخارجية، وسنتوجه إلى أنقرة خلال الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق مرحلي يضمن زيادة تدفق المياه، لأن الاتفاق الدائم صعب حالياً، إذ أن الموضوع يتطلب تفاهمات قانونية، حيث يرى الجانب التركي أن الأنهار محلية، فيما نعتبرها عابرة للحدود، ومع ذلك نحاول التوصل بالحوار إلى حلول عملية تضمن استمرار تدفق المياه في نهري دجلة والفرات".

وبيّن أن "العراق لم يُجرِ حتى الآن تعداداً سكانياً دقيقاً للعراقيين المقيمين في الخارج، لكن وفق دراساتي الميدانية يُقدَّر عددهم بنحو 6 ملايين شخص"، مشيراً إلى أن "هناك سعياً لتأسيس جالية عراقية منظمة ودائمة في الخارج، على غرار ما هو معمول به في دول مثل لبنان والمغرب والجزائر ومصر، التي تحمل وزاراتها تسميات تجمع بين الخارجية والمهجر".

ولفت إلى أن "الجالية العراقية في الخارج يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في مستقبل البلاد، لاسيما أن بين أفرادها شرائح واسعة ممن أكملوا دراستهم هناك واكتسبوا خبرات في تخصصات مهمة، وبإمكانهم أن يسهموا في بناء الاقتصاد ونقل المعرفة والتكنولوجيا إلى العراق، بما يقلل الحاجة إلى الخبراء الأجانب".

وأضاف أن "العراقيين في الخارج يمتلكون أيضاً ميزات أخرى، منها إتقان اللغات الأجنبية والانفتاح على الحركات المجتمعية، ما يجعلهم جسراً حيوياً للتواصل والانفتاح".

وأشار إلى أنه "من الضروري أن تتحول وزارة الخارجية في الحكومة المقبلة إلى وزارة الخارجية والمغتربين، لتُعنى ليس فقط بالعمل القنصلي، بل ببناء جسور التعاون بين العراقيين في الخارج وأبناء الوطن في الداخل".

ورأى وزير الخارجية في ختام مقابلته مع وكالة الأنباء العراقية (واع) إن "استكمال التعداد السكاني ليشمل الخارج سيتيح إشراكهم في العملية الانتخابية، ليكونوا جزءاً فاعلاً من المسار السياسي، لكن ذلك يتطلب أولاً بناء قنوات تواصل حقيقية ومستدامة معهم".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 73
أضيف 2025/10/07 - 11:32 AM