شركات النقل البحري تجدد رفضها لاستخدام الممر الملاحي في القطب الشمالي

الاقتصاد نيوز — متابعة

رغم اتجاه الصين مؤخرا لاستخدام الطريق البحري الشمالي، والذي يمر عبر الممر المائي بين روسيا والقطب الشمالي لنقل البضائع، أكد بعض أكبر شركات شحن الحاويات في العالم مجدداً أن العبور عبر المنطقة القطبية الشمالية لا يزال غير آمن وغير صديق للبيئة وغير مجد اقتصاديا بالنسبة لها.

وأصدرت شركة إم.إس.سي ميديترنيان أكبر شركة لتشغيل سفن الحاويات في العالم، إشعارا للعملاء هذا الأسبوع لتؤكد مجددا التزامها بتجنب الممر القطبي الشمالي، والذي يمكن أن يُقلل مدة الرحلة بين آسيا وأوروبا عبر جنوب أفريقيا إلى النصف (من 40 يوما)، في حين أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى إغلاق الممر البديل الآخر، وهو قناة السويس، بشكل فعلي.

وذكرت شركة إم.إس.سي في بيان أن زيادة حركة الملاحة في منطقة القطب الشمالي قد "تؤثر سلبا على النظام البيئي الحساس في المنطقة والقبعات الجليدية، بالإضافة إلى المجتمعات النائية في القطب الشمالي"، مضيفة "لا يزال الطريق البحري الشمالي غير مؤهل للملاحة التجارية، نظرا لعدم توفر ضمانات لسلامة الملاحة"، وفق ما نقلته وكالة "بلومبرغ".

كما أعلنت ثلاث شركات رائدة أخرى في مجال الشحن البحري، وهي أيه.بي موللر ميرسك وسي.إم.أيه سي.جي.إم وهاباغ لويد أنها لن تستخدم هذا الممر البحري، الذي يمتد على طول الساحل الروسي في القطب الشمالي لمسافة تزيد عن 3000 ميلا بحريا، تماشياً مع التزامها الذي تعهدت به عام 2019.

وتروج روسيا لاستخدام هذا الممر البحري، بما في ذلك كطريق لنقل النفط والغاز الطبيعي إلى أسواق آسيا الحيوية، إلا أن السفن لا تزال بحاجة إلى الحصول على تصريح من موسكو لاستخدامه.

وقد يكون هذا الممر مغطى بالجليد حتى في أشهر الصيف، ويتجمد بالكامل خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، مما يقتصر استخدامه على السفن المتخصصة فقط، ويزيد من مخاطر وقوع حوادث قد تضر بالبيئة الطبيعية. 

حتى نهاية أغسطس/ آب الماضي استخدمت عشر سفن حاويات هذا الممر البحري هذا العام، بالإضافة إلى ناقلات النفط وغيرها من السفن، وفقا لمركز لوجستيات المناطق القطبية الشمالية التابع لجامعة نور في النرويج. وكانت جميع هذه السفن تنقل بضائع بين الصين وروسيا.

كانت سفينة "إسطنبول بريدج" إحدى آخر السفن الحاويات التي سلكت هذا الطريق، حيث أقلعت من مدينة سانت بطرسبورغ في روسيا في منتصف أغسطس/آب، وواصلت رحلتها عبر الممر البحري الشمالي قبل أن تصل إلى مدينة تشينجداو في الصين بعد عدة أسابيع، وذلك وفقًا لتسجيلات تتبع السفن.

وبعد ذلك، رست السفينة في موانئ داليان وشنغهاي وفوشو ونيغبو بالصين، قبل أن تعود شمالا مجددا لتسلك طريق القطب الشمالي، حيث كانت وجهتها النهائية ميناء "فيليكسستوى" في بريطانيا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 52
أضيف 2025/10/04 - 2:13 PM