رئيس الصندوق السيادي الفرنسي يحذر.. أوروبا تتعرض لـ"استعمار مزدوج"!

الاقتصاد نيوز - متابعة

في تحذير صارخ، وصف رئيس بنك الاستثمار الحكومي الفرنسي "Bpifrance"، نيكولا دوفورك، حال أوروبا الاقتصادي بأنه "استعمار مزدوج"، مؤكداً أن القارة العجوز باتت عاجزة عن تمويل صناعاتها الحيوية، بينما تتعرض لاجتياح صناعي من الصين وهيمنة رقمية من الولايات المتحدة.

وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر رأس المال الخاص "IPEM" في باريس، قال دوفورك: "أوروبا مستعمرة مرتين: صناعياً من الصين، ورقمياً من الولايات المتحدة... ولسنا نتحدث عن المستقبل، فالنتائج نشهدها الآن"، بحسب ما نقلته شبكة "CNBC"

المشكلة، بحسب دوفورك، تكمن في أن أوروبا تمتلك ثروات ضخمة من رؤوس الأموال الخاصة والمؤسسية، لكنها لا تُستثمر محلياً. حتى أصحاب الثروات الفائقة ومديرو الأصول يفضلون العقارات كاستثمار آمن، وعندما يغامرون، يتجهون إلى شركات التكنولوجيا الأميركية، متجاهلين الابتكار الأوروبي.

 

وضرب مثالاً بشركة "كوانديلا" الفرنسية المتخصصة في الحوسبة الكمومية، والتي طورت شريحة تفوقت على نظيراتها الأميركية، لكنها تواجه صعوبة في جذب التمويل الخاص داخل أوروبا. وقد شارك صندوق "Bpifrance" في 3 جولات تمويلية للشركة، التي جمعت حتى الآن نحو 61.85 مليون يورو.

وتُظهر بيانات "PitchBook" أن الشركات المدعومة من رأس المال المغامر في الولايات المتحدة جمعت في النصف الأول من 2025 ما يقارب 4 أضعاف ما جمعته نظيراتها الأوروبية.

وقال دوفورك: "نحن بحاجة ماسّة إلى رأس المال الخاص لتمويل التكنولوجيا العميقة، فهي مستقبل أوروبا".

 

ثقافة الاستثمار... بين "كاليفورنيا" و"القارة العجوز"
ويرى دوفورك أن المشكلة ليست فقط اقتصادية، بل ثقافية أيضاً. ففي حين يتبنى المستثمرون الأميركيون، خصوصاً في كاليفورنيا، ثقافة "المخاطرة من أجل السيطرة المستقبلية"، فإن الأوروبيين يفضلون الاستثمارات التقليدية، مثل السياحة والنبيذ والعقارات، وحتى التكنولوجيا الأميركية، بدلاً من دعم شركاتهم الناشئة.

وفي السياق ذاته، قال هاري ستيبينغز، مؤسس صندوق رأس المال المغامر والبودكاست الشهير "20VC"، إن بريطانيا تعاني من نفس المشكلة. وأضاف في مقابلة مع CNBC: "لدينا عقلية تجنب المخاطر، بينما أميركا تتبنى عقلية المخاطرة"، مشيراً إلى أن شركته جمعت ما بين 800 و850 مليون دولار، منها 750 مليوناً من الولايات المتحدة.

وتابع: "عندما نحقق أرباحاً كبيرة، ستعود كلها إلى أميركا... وهذا أمر مذهل".

 

السويد... استثناء أوروبي نادر
ورغم الصورة القاتمة، فإن السويد تشكل استثناءً لافتاً، حيث جمعت شركاتها أكثر من ملياري دولار من الطروحات العامة الأولية هذا العام. ويُعزى هذا النشاط إلى ثقافة الاستثمار السويدية التي تتقبل المخاطر في الأسهم أكثر من السندات.

لكن دوفورك يعترف بأن تدخل الدولة وحده لا يكفي لعكس الاتجاه، قائلاً: "نحتاج إلى رفع مستوى الجرأة في تخصيص رأس المال الأوروبي لخدمة مصالحنا الذاتية".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 59
أضيف 2025/09/29 - 2:20 PM