يتجه عدد متزايد من الأشخاص إلى التقاعد خارج بلدانهم بحثاً عن نمط حياة مختلف وتكاليف معيشة أقل. وبينما لا تمتلك الولايات المتحدة برنامجاً رسمياً لتأشيرات التقاعد، فإن عشرات الدول حول العالم توفر مثل هذه البرامج.

وقد نشرت شركة Global Citizen Solutions هذا العام «تقرير التقاعد العالمي 2025» الذي صنّف 44 برنامجاً لتأشيرات الدخل السلبي والتقاعد.

اعتمد التقرير على 20 مؤشراً موزعة على ستة محاور فرعية: الإجراءات، الجنسية والتنقّل، الاقتصاد، تحسين الضرائب، جودة الحياة، والسلامة والاندماج. وقد حصلت كل دولة على تقييم من 100 نقطة.

لم تدخل الولايات المتحدة ضمن القائمة، غير أنّ التقرير أشار إلى أنّ العديد من الدول المصنّفة ضمن المراتب العشر الأولى تقع في الأميركيتين وأوروبا.

وقالت الدكتورة لورا مدريد سارتوريتو، رئيسة قسم الأبحاث في وحدة الاستخبارات العالمية لدى «جلوبال سيتيزن سوليوشنز»، في تصريح لموقع CNBC: «تُهيمن الأميركيتان على برامج تأشيرات التقاعد للرحالة الرقميين، تليها أوروبا. كلا المنطقتين توفران جودة حياة مرتفعة فوق المتوسط. وهذا ليس مصادفة، إذ إنّ أحد الدوافع الرئيسة للانتقال إلى الخارج هو البحث عن مكان يتمتع بجودة حياة أفضل».

وأضافت سارتوريتو أنّ من بين العوامل الأخرى التي يأخذها المتقاعدون في الحسبان عند التخطيط للانتقال إلى الخارج، هي الاستقرار السياسي والسلامة، ولا سيما في أوروبا التي تتميز بمزيج من أنظمة الرعاية الصحية العامة القوية وخيارات الرعاية الصحية الخاصة منخفضة التكلفة.

البرتغال في المرتبة الأولى
جاءت البرتغال في المرتبة الأولى كأفضل دولة للتقاعد في 2025، مع حصولها على تقييم إجمالي بلغ 92.61 نقطة.

وتوفر البرتغال تأشيرة «D7» لمواطني الدول من خارج الاتحاد الأوروبي، والتي تتيح لمن لديهم دخل سلبي ثابت مثل المعاشات أو عوائد الإيجارات التقاعد في البلاد.

وقالت سارتوريتو إنّ برنامج التقاعد في البرتغال يُعدّ نموذجاً يُحتذى به منذ عشرة أعوام، موضحةً أنّ «البلاد بدأت منذ سنوات في جذب المستثمرين والمتقاعدين والرحالة الرقميين، وهي تسجّل اليوم نتائج مرتفعة في جودة الحياة. كما أنّ البرتغال هي الدولة الأكثر أماناً في أوروبا وفقاً لمؤشر السلام العالمي، وهي من أكثر الدول الأوروبية استقطاباً للمتقاعدين».

وللتقدّم بطلب للحصول على هذه التأشيرة، يجب أن يكون لديك دخل شهري أدناه 870 يورو. وبعد الحصول على تصريح الإقامة الأولي والإقامة في البرتغال لمدة خمس سنوات على الأقل، يصبح بإمكانك التقدّم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية.

ويُطبّق النظام الضريبي البرتغالي على الدخل العالمي، بما في ذلك الدخل المتحقق خارج البلاد. كما لا تفرض البرتغال ضريبة ثروة أو ضريبة ميراث على أفراد العائلة المقربين، في حين تُفرض ضريبة دمغة بنسبة 10% على الآخرين.

تشتهر البرتغال أيضاً ببرنامج «التأشيرة الذهبية»، الذي يتيح لمواطني الدول من خارج الاتحاد الأوروبي الحصول على الجنسية أو الإقامة في البلاد عبر الاستثمار، من دون أن يشمل الاستثمار العقاري.

وجاءت قائمة أفضل 10 دول للتقاعد في الخارج خلال عام 2025 وفق تقرير Global Retirement Report 2025 الصادر عن Global Citizen Solutions كما يلي:

البرتغال

موريشيوس

إسبانيا

أوروغواي

النمسا

إيطاليا

سلوفينيا

مالطا

لاتفيا

تشيلي

وحلّت موريشيوس، الواقعة في أفريقيا، في المركز الثاني بتقييم بلغ 89.24 نقطة.

وقالت الدكتورة لورا مدريد سارتوريتو إن «موريشيوس تتمتع بإجراءات موثوقة للغاية؛ فهي سريعة وشفافة، ومن أفضل الدول من حيث فرص تحسين النظام الضريبي. الأشخاص الذين لا يريدون مواجهة أي مخاطر ضريبية عند انتقالهم إلى الخارج بمعاشاتهم التقاعدية يختارون دولاً مثل موريشيوس لأنها لا تعتمد نظام ضريبة الدخل العالمي».

وأضافت أنّها «تتمتع أيضاً بإحدى أعلى معايير جودة الحياة ضمن تصنيفنا».

تمنح موريشيوس للأجانب المتقاعدين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً تصريح إقامة لمدة 10 سنوات، بشرط أن يكون لديهم دخل شهري لا يقل عن 2000 دولار (أي 24 ألف دولار سنوياً). وبعد انتهاء فترة العشر سنوات، يحق لهم تجديد تصريح الإقامة لمدة عشر سنوات إضافية.

كما تتيح الدولة الإفريقية لمقدم الطلب الرئيسي إدراج زوجته أو شريكه القانوني وأطفاله المعالين ضمن طلبه. وتعتمد موريشيوس نظاماً ضريبياً إقليمياً، أي إنها لا تفرض ضرائب على الدخل الأجنبي. ولا تفرض أيضاً ضرائب على الدخل أو الثروات المحققة من مصادر أجنبية، ولا تفرض ضرائب على الميراث.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام