إيران تعاني من تلوث الهواء الشديد بظل غياب القوانين

الاقتصاد نيوز - متابعة

أعلنت السلطات في إيران أن مستوى تلوث الهواء في العاصمة طهران بلغ مرحلة غير صحية بالنسبة للفئات الحساسة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن شركة مراقبة جودة الهواء في طهران أوضحت أن مؤشر الجسيمات العالقة الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون وصل إلى 115، ما يعني أنه في وضع غير صحي لهذه الفئات.

وتنتج هذه الجسيمات الدقيقة بشكل أساسي من احتراق الوقود الأحفوري والأنشطة الصناعية وحرق النفايات والعواصف الترابية، وهي قادرة على النفاذ إلى الرئتين بل وحتى إلى مجرى الدم.

وبحسب التقارير، فإن طهران سجلت منذ بداية العام الجاري حتى الآن 6 أيام من الهواء النقي، و90 يوماً بجودة مقبولة، و50 يوماً غير صحية للفئات الحساسة، و8 أيام غير صحية لجميع السكان، إضافة إلى يوم واحد شديد التلوث ويومين في حالة خطرة.

وكانت صحيفة “اعتماد” قد نشرت مؤخراً تقريراً أشارت فيه إلى أن أكثر من 35 ألف شخص في إيران توفوا العام الماضي بسبب تلوث الهواء، مؤكدة أن هذا الرقم ارتفع مقارنة بالعامين السابقين.

ورغم تفاقم أزمة التلوث وآثاره على صحة وحياة الإيرانيين، لا يبدو أن المؤسسات المعنية انتهجت سياسة منسقة وفعالة لمعالجة هذه المشكلة. وكانت وكالة “إيسنا” قد أفادت في وقت سابق بأنه رغم وجود تقسيم للمهام بين الأجهزة المختلفة لتنفيذ “قانون الهواء النظيف”، إلا أن تطبيقه لم يحظَ بالجدية اللازمة.

وأقرت رئيسة منظمة حماية البيئة في إيران، شينا أنصاري، اليوم بأن بنود “قانون الهواء النظيف” لم تُنفذ بالكامل رغم مرور سبع سنوات على إقراره. وأشارت إلى أن العام الماضي شهد التخلص من 350 ألف سيارة متهالكة، معتبرة أن مثل هذه الإجراءات المستدامة ينبغي أن تكون محور الجهود لخفض التلوث.

القانون الذي أُقر عام 2017 ألزم وزارات وهيئات تنفيذية عدة، من بينها وزارة الداخلية والنفط والطاقة والشرطة والبلديات وهيئة الإذاعة والتلفزيون، بالمشاركة في الحد من التلوث. غير أن مشاركة هذه الجهات، وفق متابعين، بقيت محدودة، فيما واصل التلوث حصد الأرواح وترك آثاراً سلبية عميقة على حياة الناس.

ويشير خبراء إلى أن أحد أبرز أسباب التلوث غير المسبوق في عدد من المدن الإيرانية هو نقص إمدادات الغاز داخل البلاد، ما دفع إلى الاعتماد على وقود المازوت خلال السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق، قالت أنصاري إن مشكلة استخدام المازوت ما زالت قائمة، لكنها أوضحت أنه خلال شتاء العام الماضي، وبالتعاون مع وزارتي النفط والطاقة، تم استخدام مازوت منخفض الكبريت في محطة شازند بمدينة أراك، وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت مقارنة بعام 2023، لكنها شددت على أن هذا الإجراء “غير كافٍ على الإطلاق”.

وأضافت أنصاري أن “نهج الحكومة الرابعة عشرة يقوم على عدم إنكار الأزمات البيئية”، مؤكدة أن تجاهل القدرات البيئية والطبيعية للبلاد في العقود الماضية أدى إلى أزمات لم يعد بالإمكان إنكارها اليوم.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 74
أضيف 2025/08/25 - 11:42 AM