الشتاء النووي.. كارثة قد تمحو الزراعة وتؤدي إلى مجاعة عالمية

الاقتصاد نيوز — متابعة

دراسة علمية جديدة تحذر من أن "الشتاء النووي" الناجم عن حرب نووية لن يجلب برداً قاتلاً فحسب، بل سيدمر معظم مصادر الغذاء في العالم.

تخيل أن الوقت هو منتصف النهار، لكن السماء قد اسودّت وتحولت إلى ليلٍ صامت. لا يظهر قمر ولا نجوم. الدخان والرماد يغلفان العالم بأسره كالكفن. هذا هو السيناريو المرعب للشتاء النووي.

بعد انفجار القنابل الذرية، يغطي الدخان الكثيف الغلاف الجوي ويمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض لسنوات. نتيجة لذلك، تغرق الأرض في برد قارس، وتُباد مصادر الغذاء، وربما البشرية نفسها.

التأثير على مصادر الغذاء

يعتقد الكثيرون خطأً أن الحرب النووية تلحق الضرر فقط بالمناطق التي استُخدمت فيها، لكن في الواقع، يمكن لدمارها أن يؤثر على العالم بأسره.

تُظهر دراسة جديدة كيف سيتم تدمير مصادرنا الغذائية في حال حدوث شتاء نووي.

الدراسة تركز على الذرة

أجرى باحثون وخبراء من جامعة بنسلفانيا الأميركية دراسة حول احتمال نشوب حرب نووية لمعرفة كيف سيؤثر الشتاء النووي على المحاصيل الغذائية في العالم.

اتخذ الباحثون الذرة كمثال، لأنها المحصول الأكثر زراعة في جميع أنحاء العالم.

قال عالم النبات يونينغ شي عن الدراسة: "لقد قمنا في دراستنا بتقدير كيف ستؤثر حرب نووية على إنتاج الذرة. اختبرنا 6 سيناريوهات مختلفة في 38,572 موقعاً حول العالم، والتي سينتشر بموجبها ما بين 5 ملايين و 165 مليون طن من الرماد في الهواء."

نتائج خطيرة.. انخفاض المحاصيل وانهيار طبقة الأوزون

إذا اندلعت حرب نووية محدودة وانتشر "فقط" 5.5 مليون طن من الغبار، فإن إنتاج الذرة سينخفض بنسبة 7%.

أما إذا اندلعت حرب عالمية وانتشر 165 مليون طن من الرماد، فإن المحصول سينخفض بنسبة 80%.

لكن الخطر لا يقتصر على هذا. في أسوأ سيناريو، ستنهار أيضاً طبقة الأوزون التي تحمي النباتات.

يوضح شي أن الانفجارات النووية تنتج أكسيد النيتروجين، وهذه المادة، بالإضافة إلى الحرارة والرماد، ستؤدي إلى انهيار طبقة الأوزون بسرعة.

نتيجة لذلك، تصل كميات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية (UV) الضارة إلى سطح الأرض. وهذا بدوره يلحق الضرر بخلايا النباتات ويقلل من إنتاج المحاصيل الغذائية بشكل أكبر.

يقدر الباحثون أن الضرر الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية سيصل إلى ذروته بين العام السادس والثامن بعد الحرب، مما سيقلل محصول الذرة بنسبة 7% إضافية.
وبهذا، سيصل الانخفاض الإجمالي في إنتاج الذرة إلى نسبة مرعبة تبلغ 87%، مما سيؤدي إلى أزمة غذاء عالمية.

سبل النجاة والمستقبل

تشير الدراسة إلى أن انتهاء الشتاء النووي وعودة إنتاج الذرة العالمي إلى وضعه الطبيعي سيستغرق من 7 إلى 12 عاماً.

بعد الكارثة، لن يكون التعافي متساوياً في كل مكان.

سيتعافى نصف الكرة الجنوبي من الشتاء النووي بشكل أسرع من النصف الشمالي. أي أن دولاً مثل العراق ستتعافى من الأزمة والشتاء القاتل بشكل أسرع من الدول القريبة من القطبين.

هناك بعض الطرق التي يمكن أن تسرّع عملية التعافي. على سبيل المثال، استخدام أنواع من الذرة المقاومة للبرد والتي تنتج محصولا سريعاً. من المتوقع أن تتمكن هذه الأنواع من تقليل النقص بنسبة تصل إلى 10%.

نظراً لأن خطر الحرب النووية لم يكن بهذا الحجم منذ الحرب الباردة، يقترح الباحثون ضرورة الاستعداد من الآن لـ"زراعة قادرة على الصمود". هذا يعني أنه يجب في كل منطقة اختيار وإعداد أنواع البذور التي تمكّن البشرية من الصمود في حال وقوع كارثة من هذا النوع.

 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 66
أضيف 2025/08/19 - 1:48 PM