البيت الأبيض يصف واردات الهند من نفط روسيا بـ"الانتهازية"

يُعد الارتفاع الكبير في واردات الهند من النفط الروسي منذ غزو أوكرانيا "انتهازياً ويقوض بشدة" الجهود العالمية الرامية إلى عزل الكرملين، ووقف آلة الحرب التي يقودها فلاديمير بوتين، بحسب ما كتبه المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو في صحيفة "فاينانشال تايمز".

في مقال شديد اللهجة، ربط نافارو، أحد الأصوات المتشددة القديمة والذي أصبح قوة رئيسية وراء الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها دونالد ترمب على مستوى العالم، الحواجز التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة على الهند بما وصفه بدعم نيودلهي المالي لروسيا، موضحاً أن هذه التعاملات تأتي على حساب الولايات المتحدة.

وقال: "يشتري المستهلكون الأميركيون المنتجات الهندية، والهند تستخدم الحصيلة الدولارية لشراء النفط الروسي مُخفض السعر".

واردات الهند من النفط الروسي تقفز
من الناحية التاريخية، لم تكن الهند من كبار مستوردي النفط الروسي، واعتمدت بشكل أكبر على واردات الشرق الأوسط. لكن الوضع تغير في 2022 بعد غزو أوكرانيا، وفرض مجموعة دول السبع سقف سعر عند 60 دولاراً للبرميل بهدف خفض إيرادات الكرملين من النفط مع استمرار تدفق الإمدادات عالمياً في الوقت نفسه.

بعد أن كانت الإمدادات القادمة من روسيا تمثل نسبة ضئيلة من إجمالي واردات الهند في 2021، باتت تشكل نحو 37% في الفترة الحالية، بحسب شركة "كبلر" (Kpler) لتحليل البيانات.

وأشار نافارو إلى أن "هذا الارتفاع لم يكن مدفوعاً باحتياجات استهلاك النفط المحلي، بل إن الدافع الحقيقي وراء هذه التجارة هو سعي مجموعة ضغط لشركات النفط الكبرى في الهند إلى انتهاز الفرصة لتحقيق أرباح طائلة. الواقع أن الهند تعمل بمثابة دار مقاصة عالمية للنفط الروسي، إذ تحول الخام الخاضع للعقوبات إلى صادرات عالية القيمة، بينما تزود موسكو بما تحتاجه من دولارات".

بدء سريان الرسوم الجديدة على الهند الأسبوع المقبل
كما انتقد نافارو أقطاب النفط في الهند وعلاقاتهم مع الحكومة. وتُعد "ريلاينس إندستريز"، المملوكة للملياردير موكيش أمباني، إحدى مستوردي النفط الروسي، واستوردت شحنات منه بموجب عقود طويلة الأجل.
ولفت نافارو إلى أن "العائدات تتدفق إلى أباطرة الطاقة ذوي العلاقات السياسية القوية في الهند، وبالتبعية إلى موارد تمويل الحرب التي يقودها فلاديمير بوتين".

فرض ترمب خلال الأسابيع القليلة الماضية رسوماً جمركية على الهند بنسبة 50%، وهي أعلى بفارق كبير مقارنةً بما فُرض على نظرائها الإقليميين، لعوامل من بينها معاقبة الهند على الواردات الروسية. وستدخل مضاعفة الرسوم الجمركية الأصلية حيز التنفيذ الأسبوع المقبل.

 وأوضح نافارو أن "هذا الإجراء المزدوج سيصيب نقطة ضعف الهند؛ قدرتها على الوصول إلى الأسواق الأميركية، رغم سعيها إلى قطع شريان النجاة المالي الذي ألقته إلى المجهود الحربي في روسيا." واختتم: "إذا رغبت الهند في التعامل باعتبارها شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، فعليها أن تبدأ بالتصرف على هذا النحو"


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 40
أضيف 2025/08/18 - 5:45 PM