بفعل الحرائق.. 10 آلاف هكتار تحول لرماد في الساحل السوري

تشهد الأراضي الزراعية في الساحل السوري، واقعاً صعباً بفعل الحرائق المتكررة والتغيرات المناخية وتراجع الاهتمام بالقطاع الزراعي، ما يهدد مصدر العيش الأساسي لآلاف العائلات في المنطقة.

ووفق تقارير ميدانية، أتت الحرائق الأخيرة على أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات والمحاصيل الزراعية في الساحل، إضافة إلى تضرر البنية التحتية ومحطات الكهرباء وخطوط الجهد المتوسط، فيما سُجل نزوح أكثر من 1100 شخص جراء امتداد النيران إلى مناطق مأهولة.

كما أشار تقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) إلى أن نحو 40 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في سوريا تعرضت للتصحر خلال العقد الأخير، بينها مساحات واسعة في الساحل، نتيجة إزالة الغابات والرعي الجائر والحرائق وتلوث التربة.

هذا وتحدثت مصادر بيئية، عن تراجع الغطاء الأخضر في الساحل السوري بنحو 30% خلال عشر سنوات، بفعل قطع الأشجار لاستخدامها في التدفئة، إلى جانب غياب السياسات البيئية المنظمة، ما انعكس مباشرة على الإنتاج الزراعي وتنوعه.

في المقابل، تشكو أوساط محلية من ابتعاد الجيل الشاب عن العمل الزراعي، إذ تُترك مساحات كبيرة من الأراضي دون استثمار أو تُعرض للبيع، في وقت يفضّل فيه الشباب التوجه نحو الأعمال التجارية أو الهجرة، ما يفاقم مشكلة استدامة الزراعة في المنطقة.

وبهذا الصدد، أوصت ورشة عمل نظمتها وزارة الزراعة في دمشق حول إدارة مكافحة الحرائق، بتشكيل لجنة تنفيذية فنية لإعداد خطة عاجلة قابلة للتنفيذ لإعادة تأهيل المناطق المحروقة وفق أسس علمية، والحفاظ على النظم البيئية المتضررة. 

من جانبه، قال الخبير الزراعي سامر نصر، لوكالة شفق نيوز، إن "القطاع الزراعي في الساحل السوري يواجه تهديداً مزدوجاً من التغيرات المناخية وسوء الإدارة، فالمساحات المحروقة بحاجة لإعادة تشجير عاجلة قبل أن تتحول إلى بؤر تصحر نهائي"، موضحا ان "ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي يسرع من تراجع هذا القطاع، ما يفرض ضرورة إطلاق برامج دعم مباشر وتشجيع الزراعة المستدامة".

ويأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد الدفاع المدني السوري استمرار انتشار فرق الإطفاء في عدد من النقاط في ريفي حماة و اللاذقية، بحالة رصد ومراقبة لضمان عدم تجدد اشتعال الحرائق، وتتضمن خطة الانتشار بقاء عددٍ من الآليات في المنطقة

وبين الحرائق والتصحر وتراجع الأيدي العاملة الزراعية، تبدو الزراعة في الساحل السوري أمام تحديات كبيرة تهدد ديمومتها، ما يستدعي، وفق خبراء، خططاً عاجلة لإعادة التشجير، دعم المزارعين، وتعزيز إدارة الموارد الطبيعية لضمان بقاء الساحل سلة غذائية للبلاد.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 35
أضيف 2025/08/18 - 4:14 PM