كشف تقرير متخصص صدر عن منظمة بريطانية أن الثروات المليارية التي ينام عليها أغنى 1% من البشر في العالم تكفي للقضاء على ظاهرة الفقر في الكون بأكمله وبواقع 22 مرة متتالية، وهو ما دفع المنظمة الى تجديد المطالبة بفرض مزيد من الضرائب على الأغنياء أينما كانوا من أجل توزيعها على الفقراء.
وأفادت منظمة أوكسفام الدولية أن ثروات أغنى 1% من سكان العالم زادت بمقدار 33.9 تريليون دولار منذ عام 2015، بحسب ما نقل تقرير نشرته جريدة "واشنطن بوست" الأميركية واطلعت عليه "العربية نت".
ووفقًا لتحليل جديد صادر عن المنظمة البريطانية المتخصصة بتقديم المعونات ومكافحة الفقر فإن هذا المبلغ "أكثر من كافٍ للقضاء على الفقر السنوي 22 مرة".
ودعت أوكسفام الحكومات إلى الاستثمار في التنمية التي تقودها الدولة وفرض ضرائب على فاحشي الثراء. وأوضحت أن ثروات الـ1% الأغنى تكفي للقضاء على الفقر العالمي 22 مرة، بحسب خط الفقر الذي حدده البنك الدولي (8.30 دولار يومياً).
وأكدت أوكسفام في ورقة إحاطية، قبل مؤتمر دولي في إسبانيا حول تمويل التنمية، أن هذا المبلغ "أكثر من كافٍ للقضاء على الفقر العالمي 22 مرة". وأضافت: "تحول هذا التركيز الهائل للثروة إلى سلطة سياسية، حيث يتمكن فاحشو الثراء من التأثير على القرارات السياسية والاقتصادية لزيادة ثرواتهم".
وازداد القلق بشأن عدم المساواة في الثروة في السنوات الأخيرة. وذكرت أوكسفام في أوائل عام 2024 أن العالم قد يشهد أول تريليونير خلال عقد من الزمان إذا استمرت اتجاهات عدم المساواة الحالية.
وأشار السيناتور الأميركي بيرني ساندرز إلى أنه في مجتمع عادل، لا ينبغي أن يوجد مليارديرات، وحذر هو وقادة آخرون، بمن فيهم الرئيس السابق جو بايدن، من تشكل حكم الأقلية في الولايات المتحدة.
وفي التقرير، تُشير أوكسفام إلى اقتراح قدّمه الخبير الاقتصادي غابرييل زوكمان في قمة مجموعة العشرين في البرازيل، والذي دعا إلى فرض ضريبة لا تقل عن 2% على أصول 3000 ملياردير في العالم، تُقدّر إيراداتهم السنوية بما يتراوح بين 200 و250 مليار دولار.
ولطالما ثار جدل حول فكرة فرض ضرائب على ثروات الأثرياء، ففي مقابلة أُجريت العام الماضي، وصف كريس إيفانز، أستاذ الضرائب في جامعة نيو ساوث ويلز، "التفاوت الصارخ في الثروة" بأنه "كارثة على التماسك الاجتماعي".
وقال: "هناك بالتأكيد حججٌ لاستخدام بعض الأموال الفائضة لدى الطبقة العليا لمساعدة بعض الفئات الدنيا، وقد نجد أنفسنا أمام مجتمع أكثر عدلاً وكفاءة".
وصرح إريك زولت، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وخبير الضرائب بأنه "على الرغم من الجاذبية الواضحة لاستخدام ضرائب الثروة للحد من التفاوت، إلا أن الاتجاه السائد على مدى العشرين عامًا الماضية كان ضد زيادة استخدام ضرائب الثروة".
وأضاف: "عوائد الإيرادات منخفضة بشكل ملحوظ لجميع أنواع ضرائب الثروة"، مشيراً إلى أن أي نوع من ضرائب الثروة العالمية سيواجه صعوبة في إيجاد الدعم في الولايات المتحدة، حيث "يقيم عدد كبير من المليارديرات البالغ عددهم 3000 ملياردير".
وقال: "بالنسبة لي، السؤال الرئيسي ليس ما إذا كان ينبغي للدول فرض ضرائب على الثروات للحد من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، بل ما إذا كانت الدول، منفردة أو تحالف من الدول، قادرة على فرض ضرائب على الثروات بفعالية، ففرص النجاح ضئيلة في جميع الدول تقريباً".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام