اليورو أمام مفترق

يشهد اليورو موجة صعود تقترب من مستوى مفصلي قد يحدد اتجاهه في الفترة المقبلة، إذ يُنظر إلى وصوله لمستوى 1.20 دولار على أنه إما عائق محتمل أمام استمرار الزخم، أو نقطة انطلاق نحو ارتفاعات جديدة. وظل هذا المستوى محط أنظار الاستراتيجيين والمتداولين لعدة أشهر.

وبعد صعود العملة الأوروبية الموحدة بنحو 1.6% خلال الأيام الثلاثة الماضية، تقترب الآن من مستوى 1.17 دولار، وهو نطاق يسجل أعلى حجم تداول اسمي لعقود الخيارات الصاعدة على اليورو حتى الآن هذا الشهر، بحسب بيانات "ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ كوربوريشن" (Depository Trust & Clearing Corporation)، ما يجعله نقطة تحول محتملة في حركة السوق.

وفي حال نجح اليورو في اختراق مستوى 1.17 دولار والثبات أعلاه، فقد يُمهد ذلك الطريق لصعوده نحو 1.20 دولار، وهو مستوى لم يتم تسجيله منذ أربع سنوات. أما إذا فشل في تجاوز هذا الحاجز، فمن المرجح أن تسبق أية تحركات لاحقة موجة من جني الأرباح أو إعادة توازن في تدفقات السيولة.

في هذا السياق، رفع استراتيجيو بنك "إتش إس بي سي" (HSBC) خلال الأسبوع الماضي توقعاتهم لسعر اليورو بنهاية العام الجاري إلى 1.20 دولار بدلاً من 1.15 دولار، في ظل ترجيحاتهم بضعف واسع في أداء الدولار الأميركي خلال الأشهر المقبلة.

في المقابل، كرر محللو "دانسك بنك" (Danske Bank A/S) الشهر الماضي توقعاتهم بوصول اليورو إلى 1.20 دولار خلال فترة 12 شهراً، بينما يتوقع استراتيجيو "دويتشه بنك" (Deutsche Bank AG) أن العملة الأوروبية ستبلغ هذا المستوى بحلول ديسمبر.

عوامل تدفع اليورو للصعود
سجل اليورو يوم الثلاثاء ارتفاعاً إلى مستوى 1.1641 دولار، مسجلاً أقوى أداء يومي له خلال التداولات اليومية منذ أكتوبر 2021، مدعوماً بتراجع حدة التوترات الجيوسياسية وضعف البيانات الاقتصادية الأميركية، ما حفز موجة جديدة من الطلب على العملة الأوروبية الموحدة.

وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلى جانب التصريحات المتحفظة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول.

تتوقع أسواق المال خفضاً إجمالياً في أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 59 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مقارنة بـ25 نقطة أساس فقط يتوقعها السوق من جانب البنك المركزي الأوروبي.

كما قال فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، يوم الثلاثاء، إن جهود إعادة التضخم إلى مستوى 2% شارفت على الانتهاء، رغم استمرار بعض الضغوط السعرية.

ثقة السوق في اليورو
تعكس أسواق الخيارات استمرار قناعة المستثمرين بقوة اليورو، إذ شهد مؤشر انعكاس المخاطر، الذي يقيس الفارق في تسعير عقود الشراء والبيع، قفزة ملحوظة يوم الثلاثاء، كانت رابع أعلى زيادة خلال أكثر من ثلاث سنوات، ما يدل على عودة قوية للاتجاهات الصعودية في معنويات السوق.

ويأتي هذا التحول بعد فترة وجيزة من الدعم الذي تلقاه الدولار بفعل ارتفاع أسعار النفط.

ولا تزال الصورة العامة تميل إلى الإيجابية، إذ تكشف بيانات "ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ كوربوريشن" أن أكثر من 60% من الحجم الاسمي لعقود خيارات اليورو خلال الشهر الجاري مالت لصالح عقود الشراء. وفي تداولات الأربعاء، استقر اليورو دون تغير يُذكر بالقرب من مستوى 1.1610 دولار.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 116
أضيف 2025/06/25 - 7:24 PM