شكك خبراء وبنوك استثمار في إمكانية تطبيق التعرفات الجمركية بنسبة 25% التي تعهد بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على كندا والمكسيك، مشيرين إلى أن أسعار الوقود قد ترتفع في حالة تنفيذها بينما تسعى إدارة ترامب الجديدة لخفض تكاليف الطاقة.
يأتي ذلك بعد تعهد ترامب، يوم الاثنين، بتطبيق تعرفات جمركية إضافية على الصين وكندا والمكسيك في اليوم الأول من رئاسته، وفقاً لمنشوراته على منصة التواصل الاجتماعي التابعة له Truth Social.
وقال الرئيس المنتخب إنه سيوقع على أمر تنفيذي في 20 كانون الثاني يفرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، وهي الخطوة التي قد تنتهك شروط اتفاقية التجارة الحرة الإقليمية.
عواقب كبيرة للتطبيق على النفط
من جانبه، قال رئيس أبحاث السلع العالمية المشارك في غولدمان ساكس، دان سترويفن، إنه إذا أثرت الرسوم الجمركية بنسبة 25% على صادرات النفط الخام الكندية إلى الولايات المتحدة "فإن ذلك قد يؤدي نظرياً إلى بعض العواقب الكبيرة جداً على ثلاث مجموعات".
وتوقع سترويفن أن تواجه مصافي التكرير الأميركية التي تعتمد على براميل النفط الكندية هوامش ربح أقل، وقد يواجه المستهلكون أسعاراً أعلى. أيضاً قد يعاني المنتجون الكنديون من خسائر في الإيرادات إذا لم يتمكنوا من إعادة توجيه براميلهم، التي كانت ستذهب إلى الولايات المتحدة إذا لم تطبق الرسوم، إلى أماكن أخرة.
بلغت الواردات الأميركية من النفط الخام الكندي رقماً قياسياً وصل إلى 4.3 مليون برميل يومياً في يوليو/ تموز 2024 بعد توسعة خط أنابيب "ترانس ماونتن" الكندي، وفقاً لأحدث البيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه مصافي التكرير في الغرب الأوسط الأميركي مشاكل في التحول أيضاً في حالة انقطاع الواردات الكندية، لأنها تتكيف بشكل أكبر مع معالجة الخام الثقيل الحامض الكندي بدلاً من الخام الحلو منخفض الكبريت المنتج محلياً، وفقاً لما قاله سترويفن للصحفيين في مؤتمر عبر الإنترنت.
وقال سترويفن: "إذا رأينا تعرفة بنسبة 25% على صادرات الطاقة الكندية، أعتقد أنها قد تكون لها بعض العواقب المهمة جداً على تدفقات التجارة".
زيادة التكاليف
كتب بنك سيتي غروب، في مذكرة عقب إعلانات ترامب هذا الأسبوع، أن المكسيك وكندا على وجه الخصوص لديهما "روابط متكاملة وثيقة ملحوظة" مع الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بصناعات النفط والغاز الطبيعي والسيارات.
وقال فريق البحث في البنك بقيادة استراتيجي الطاقة، إريك لي: "في غياب الاستثناءات (في فرض الرسوم)، فإن هذا من شأنه أن يزيد من التكاليف على مصافي التكرير الأميركية والمستهلكين الأميركيين".
ومع ذلك، أشار غولدمان ساكس إلى أنه من غير المرجح أن يتم تنفيذ التعريفات الجمركية كما تم الإعلان عنها، على افتراض أن إدارة ترامب تركز على خفض تكاليف الطاقة.
ترامب لن يسمح بانفلات التضخم قبل الانتخابات النصفية
قال الاستراتيجي العالمي في Macquarie Capital، فيكتور شفيتس، لشبكة CNBC، إن ترامب لا يستطيع السماح للتضخم بالخروج عن السيطرة في الأشهر الخمسة عشر قبل موسم الانتخابات النصفية. يعتقد شفيتس أن التعرفات الجمركية تستخدم كأداة تفاوض لتحقيق أهداف معينة مثل تعزيز الحدود.
وأضاف: "لا أعتقد ولو للحظة أنه ستكون هناك زيادة هائلة في التعرفات الجمركية الإجمالية لأن ذلك سيمثل ضريبة على الشركات المصنعة المحلية في الولايات المتحدة. إن هذا سيمثل أيضاً ضريبة على المصدرين الأميركيين".
مخاوف كندية
وأعربت هيئات التجارة الكندية عن مخاوفها أيضاً من تطبيق التعرفات الجمركية المتعهد بها. وقالت الرئيسة التنفيذية للجمعية الكندية لمنتجي البترول، ليزا بايتون: "بصفتنا كنديين، نحتاج إلى أن نكون منفتحين على تعهد الرئيس المنتخب بفرض تعرفات جمركية شاملة".
وقالت رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا التي تمثل أكبر إنتاج للنفط الخام في كندا، دانييل سميث، إن إدارة ترامب لديها "مخاوف مبررة تتعلق بالأنشطة غير القانونية على حدودنا المشتركة"، وحثت الحكومة الفدرالية على حل هذه القضايا على الفور لتجنب أي "تعرفات جمركية غير ضرورية" على الصادرات الكندية.