طالب رئيس هيئة النزاهة، القاضي حيدر حنون، بعقد جلسة برلمان علنية بخصوص قضية سرقة الامانات الضريبية والمسماة "سرقة القرن".

تعد "سرقة القرن" من كبرى قضايا الفساد في العراق، والتي بطلها نور زهير، حيث وصل مبلغ السرقة وفق بعض النواب الى نحو 10 مليارات دولار، فيما أعلنت الحكومة العراقية في أوقات سابقة عن استرداد جزء من المبلغ.

يشار إلى أن المتهم الآخر هيثم الجبوري، شغل في الحكومة السابقة مستشاراً لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، وكان قد اعتقل في 30 تشرين الثاني 2022، لكن أطلق سراحه في 11 كانون الثاني 2023، بكفالة مالية عن قضية تورطه بسرقة القرن والكسب غير المشروع.

"لا نتستر على قضية سرقة الأمانات الضريبية"

وقال حيدر حنون في مؤتمر صحفي عقده في أربيل، اليوم الأربعاء، "نسجن بشرف ولا نقبل أن نتستر على سرقة الأمانات الضريبية"، مردفاً: "أريد عقد جلسة برلمانية علنية باستضافتي مع القاضي ضياء جعفر"، بخصوص قضية سرقة القرن.

وأوضح حيدر حنون أن "المتهم نور زهير لديه جرائم أخرى في البصرة منها سرقة 720 دونماً في منطقة شط العرب، وهي أرض لوزارة المالية وسجلها بأسماء أشخاص وهمية وبمستمسكات مزورة"، مضيفاً أن "التقصير في قضية نور زهير سيكون بيني وبين القاضي ضياء جعفر لفتة".

وتابع رئيس هيئة النزاهة النيابية: "أصدرنا أمر قبض بحق نور زهير في البصرة، ونقلت القضية بين ليلة وضحاها إلى بغداد، واختفت عند القاضي ضياء جعفر لفتة"، مؤكداً ضرورة "إحالة المتهم نور زهير إلى محكمة جنايات الفساد المركزية".

يشير تقرير الهيئة العامة للضرائب إلى أنه في الفترة من (9 أيلول 2021 إلى 11 أب 2022)، كان المبلغ الذي سحب كالآتي:

- شركة الحوت الأحدب للتجارة العامة: 982 مليار دينار

- شركة رياح بغداد للتجارة العامة: 477 مليار دينار

- شركة القانت للمقاولات العامة: 1.185 ترليون دينار

- شركة مبدعون للخدمات النفطية: 433.015 مليار دينار

- شركة بادية السماء للتجارة العامة: 624 مليار دينار

وتقول الهيئة العامة للضرائب إن المبلغ كله سحب نقداً و"سرق" بدون أن يذهب إلى صاحب الحق، في حين تشير الهيئة إلى أن أكبر صك صرف بلغ 44 مليار دينار وأصغر الصكوك كان بمبلغ 10 ملايين دينار، والمبالغ حسب الصكوك تتراوح من 44 مليار دينار إلى 20 ملياراً و30 ملياراً.

نشرت صورة المتهم الرئيس في سرقة القرن (نور زهير) في وسائط التواصل الاجتماعي بعد إلقاء القبض عليه في تشرين الأول 2022، ثم أعلن أن أشخاصاً ومتهمين كثيرين متورطون في الملف ووصف نفسه بـ"الضحية".

"التثبيت أو العزل"

حيدر حنون دعا مجلس النواب الى أن "يسألني عن سرقة القرن"، مبيناً أنه "وبعد استضافتي في البرلمان العراقي إما أن يتم تثبيتي أو عزلي".

ووصف رئيس هيئة النزاهة مصداقية هيئة النزاهة بأنها باتت "على المحك"، مطالباً مجلس النواب العراقي "استضافتي رسمياً"، ومعلناً "بداية معركة الفساد الحقيقية".

واتهم حيدر حنون "شخصاً بغيضاً وبائساً سرق فيديو من هاتف أحد القضاة وأراد ابتزازي"، مطالباً مجلس القضاء الاعلى بـ"استبدال قضاة هيئة النزاهة سنوياً".

محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزية، في بغداد، أجلت في 14 من آب الماضي محاكمة نور زهير إلى يوم (27 آب 2024) بعد أن طلب محاميه تأجيل المحاكمة لظروف خاصة.

وكان من المقرر أن يحضر نور زهير وهو المتهم الأول بسرقة الأمانات الضريبية في العراق إلى المحكمة الجنائية المركزية في بغداد لمحاكمته في اليوم المذكور، إلا أنه لم يحضر، في وقت ذكرت وسائل إعلام لبنانية مؤخراً أن نور زهير تعرض إلى حادث سير في لبنان كاد يودي بحياته.

ولفت حيدر حنون الى أن "نور زهير سرق ودائع كمركية تقدر بأكثر من تريليون دينار"، مشدداً أن "على البرلمان مسؤولية إثبات أن هيئة النزاهة تجامل الفاسدين أو العكس".

وتابع رئيس هيئة النزاهة: "نتعاون مع الإنتربول بمسألة استرداد الأموال والمتهمين".