الاقتصاد العالمي وإيران في أولى مباحثات قمة الـ20 بروما
اجتماع قادة مجموعة العشرين في روما

الاقتصاد نيوز ـ بغداد

قال مسؤول بالبيت الأبيض، إن الجلسة الأولى للقادة المشاركين في قمة "مجموعة العشرين" التي ستُعقد اليوم السبت بالعاصمة الإيطالية روما، ستغطي قضايا الاقتصاد العالمي والصحة، وعلى هامشها سيجتمع الرئيس جو بايدن مع رؤساء الدول الأوروبية لمناقشة ملف إيران.

وأضاف المسؤول خلال إحاطة صحافية، أن القادة المشاركين في الجلسة العامة سيعلنون رسمياً دعم القرار الذي تم التوصل إليه بشأن الحد الأدنى من الضرائب على الشركات العملاقة بنسبة 15%، وسيعلنون التزامهم بتطبيق ذلك في 2023 وفق ما جاء في نص الاتفاق.

ولفت المسؤول إلى أن بايدن سيثير مسألة الخلل في العرض والطلب في أسواق الطاقة العالمية من أجل تعزيز الانتعاش الاقتصادي بعد أزمة جائحة كورونا، موضحاً أن "الطلب على الطاقة عاد إلى مستويات ما قبل الجائحة، بينما العرض لم يعد بعد".

وعندما سُئل عما إذا كان سيتم إخطار منظمة "أوبك"، قال: "لا، نحن لسنا طرفاً في أوبك، وبالتأكيد لن نتدخل في تفاصيل ما يحدث في التكتل، لكنْ لدينا صوت ونعتزم استخدامه في قضية تؤثر على الاقتصاد العالمي بقدر تأثير أسعار الطاقة".

وأوضح أن ذلك سيحصل "في قمة العشرين، حيث هناك المستهلكون والمزودون، ونريد استخدام صوتنا للتشديد على أهمية حدوث توازن واستقرار في أسواق النفط والطاقة".

وقال إن صندوق النقد توقع نمواً للولايات المتحدة بنسبة 6% وسيكون ذلك الأكبر خلال 40 عاماً.

وتستضيف العاصمة الإيطالية روما يومي السبت والأحد، قمة "مجموعة العشرين"، بمشاركة قادة الدول التي تمثل 80% من الاقتصاد العالمي و60% من سكان العالم وما يقدّر بنحو 80% من انبعاثات الكربون.

وستكون أزمة تغير المناخ ومكافحة جائحة كورونا والانتعاش الاقتصادي، على رأس المناقشات في الاجتماعات التي ستكون حضورية للمرة الأولى منذ بدء جائحة كورونا. وستُعقد القمة عشية المؤتمر الدولي للمناخ "كوب 26" الذي سينعقد في جلاسكو بأسكتلندا.

ووفقاً لمجلة "فورين بوليسي"، من المتوقع أن تشهد "قمة العشرين" مناقشات بشأن إيران، والسعي إلى حل مشكلات سلاسل التوريد التي هددت الانتعاش الاقتصادي العالمي، إلى جانب موافقة قادة المجموعة على حد أدنى لمعدل الضريبة العالمي على الشركات بنسبة 15%، وهو ما أكده المسؤول في البيت الأبيض.

كما من المرجح أن تمدد المجموعة برنامجاً لمساعدة الدول الأكثر فقراً على سداد ديونها.

وسيكون الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مشاركين حضورياً في القمة، فيما سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينج، عبر تقنية الفيديو.

وستكون هذه قمة "مجموعة العشرين" الأخيرة التي تحضرها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل التنحي عن منصبها، ويرافقها خليفتها المحتمل الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز، وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها.

أولوية تغير المناخ

وبحسب ما جاء في مسودة بيان نقلته وكالة "رويترز"، سيتعهَّد قادة "مجموعة العشرين" بإنشاء مجلس عالمي للصحة والتمويل، والتصدي للتغير المناخي، إضافة إلى محاربة "الحمائية التجارية".

وسيعلن القادة التزامهم بالتصدي لـ"المخاطر الوجودية للتغير المناخي"، ويؤكدون إقرارهم بوجوب اتخاذ إجراءات فورية لضمان تحقيق الهدف المتمثل في "كبح الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية".

وسيجدد قادة "مجموعة العشرين" التزامهم بـ"الإنهاء التدريجي للدعم الحكومي للوقود الأحفوري، وترشيد استخدامه بحلول 2025".

كما سيشددون على ضرورة وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها المشتركة، بحشد 100 مليار دولار أميركي سنوياً حتى عام 2025 من أجل "تمويل المناخ" ومساعدة البلدان النامية في التعامل مع قضايا التغير المناخي.

وسيتعهَّد القادة بالعمل على "تحويل ما نسبته 30% من اليابسة والمحيطات والبحار، إلى محميات أو مناطق للحفاظ البيئي بحلول عام 2030، وفقاً للظروف الخاصة بكل دولة".

تدارك "الانهيار الإمبراطوري"

وقبل ساعات فقط من بدء القمة، حثّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زعماء العالم على ضرورة تصعيد تصدّيهم لتغير المناخ، قائلاً إن الحضارة العالمية يمكن أن تنهار بنفس سرعة انهيار الإمبراطورية الرومانية القديمة ما لم يتم فعل المزيد.

وقال جونسون للصحافيين الجمعة، أثناء توجهه إلى روما لحضور القمة، إن الأجيال المقبلة تخاطر بالجوع والصراع والهجرة الجماعية إذا لم يتم إحراز تقدم في معالجة تغير المناخ، وهي فكرة وردت أيضاً في تقرير للاستخبارات الأميركية والبنتاجون قبل أسبوع.

وأضاف جونسون: "لا شك على الإطلاق في أن هذا واقع علينا مواجهته". وحذر من أن الظروف المعيشية يمكن أن تتدهور بسرعة من دون تغيير جماعي للمسار.

وتابع: "لقد رأيتم ذلك مع تراجع وسقوط الإمبراطورية الرومانية، ويؤسفني أن أقول إن هذا ينطبق على ما يحدث اليوم".

فريق ضغط

كذلك، تتوجه كندا وهولندا إلى قمة "مجموعة العشرين" ومؤتمر "كوب 26" باستراتيجية مشتركة تستهدف الضغط على الدول من أجل تكثيف جهودها في مواجهة تغير المناخ، وفق ما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بعد لقائه نظيره الهولندي مارك روتي في لاهاي الجمعة.

وأفاد ترودو في مؤتمر صحافي: "لقد كان لقاء بين صديقين يتشاركان الأفكار نفسها، وأتاح لنا وضع استراتيجية تتعلق بكيفية استمرارنا في ممارسة الضغط لضمان أن العالم يكثف (جهوده) في مواجهة هذه التحديات الهائلة".

وأردف ترودو: "نحن نعمل مع حلفاء يتشاركون أفكارنا، بينهم ألمانيا ودول أخرى، لضمان أن يفي العالم بسرعة كبيرة بالتزامه (تخصيص) 100 مليار دولار"، لمساعدة البلدان النامية في مكافحة التغير المناخي.

وكان مفترضاً أن يتحقق هذا الهدف السنة الماضية، وأصبح عجز الدول الغنية عن تحقيقه نقطة شائكة وحرجة.

من جهته، قال روتي إنه "متفائل جداً" حيال مؤتمر "كوب 26" الذي لن يشارك فيه حضورياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا نظيره الصيني شي جين بينج، في حين أن روسيا والصين هما بين أكبر الدول "الملوثة".

وتابع روتي: "أنا متفائل جداً. فِرقنا تعمل الليلة وغداً" على المساهمة التي ستُقدّمها كندا وهولندا في اتجاه الدفع نحو نجاح مؤتمر المناخ. لافتاً إلى أنه "لا يزال ممكناً تحقيق نتيجة جيدة. لكن إذا لم نعمل بجد فسنواجه مشاكل".

"طريق روما"

وبعد قمة "مجموعة العشرين"، سيتوجه كثيرون من الزعماء، ومن بينهم بايدن، مباشرة إلى أسكتلندا لحضور قمة المناخ (كوب 26) التي تعقدها الأمم المتحدة، ويُنظر إليها على أنه مهمة للتصدي لخطر ارتفاع درجات الحرارة وعواقبه، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والعواصف القوية، والفيضانات الأسوأ في بعض المناطق، والجفاف الأسوأ في مناطق أخرى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للصحافيين يوم الجمعة: "عشية مؤتمر مناخ الأمم المتحدة في جلاسكو، كل طرق النجاح تمر عبر روما".


مشاهدات 1059
أضيف 2021/10/30 - 5:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 11266 الشهر 65535 الكلي 7873584
الوقت الآن
الخميس 2024/4/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير