مختصون: تباطؤ في أداء العراق بتنفيذ اتفاق اوبك

الاقتصاد نيوز ـ متابعة:

توقع محللون ومختصون نفطيون أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الجاري، بعدما اختتمت الأسبوع الماضي على أجواء أكثر ثقة في سوق أدت إلى تسجيل أعلى مستويات الارتفاع في الأسعار على مدى شهرين كما سجلت الأسعار أعلى مكسب أسبوعي على مدار العام تجاوز 8 في المائة.

واعتبر المختصون أن تراجع المخزونات النفطية بشكل واسع ملموس منح أكبر دعم للأسعار وعزز الثقة في خطة "أوبك" لاستعادة التوازن في السوق خاصة بعد قيام السعودية بتخفيض صادراتها النفطية بنحو مليون برميل يوميا وارتفاع نسبة الامتثال من المنتجين لاتفاق خفض الإنتاج المطبق منذ بداية العام الجاري الذي يمتد إلى اذار من العام المقبل مع احتمال مد العمل به لفترة جديدة.

وتتوالى اجتماعات المنتجين المؤثرة بعد نجاح اجتماع سان بطرسبرج في الأسبوع الماضي حيث من المقرر أن تجتمع لجنة فنية من دول "أوبك" وخارجها في أبوظبي يومي السابع والثامن من أغسطس المقبل لإعطاء دفعة جديدة لموضوع الالتزام بخفض الإنتاج.

كما أن من المقرر أن يشهد شهر أيلول المقبل اجتماعا جديدا لوزراء الدول الأعضاء في لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج .

وفي سياق متصل، أشادت دولة غينيا الاستوائية العضو الأحدث في منظمة "أوبك" بجهود المنظمة الدولية الدؤوبة للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى سوق النفط العالمية على الرغم من التحديات الحالية التي تواجهها صناعة النفط في مختلف دول العالم.

وقالت غينيا الاستوائية إن سياسات "أوبك" الناجحة جعلت كثيرا من الدول تسعى إلى الفوز بعضويتها، مشيرة إلى دعمها الكامل لمهمة منظمة "أوبك" في قيادة السوق نحو التغلب على الصعاب ودفع السوق نحو الاستقرار والنمو المستدام.

جاء ذلك في تقرير لمنظمة "أوبك" عن نتائج زيارة الأمين العام محمد باركيندو إلى غينيا الاستوائية وإجرائه مباحثات ناجحة وفعالة مع كل من الرئيس تيودورو مباسوجو ورئيس الوزراء فرنسيسكو باسكوال ووزير الطاقة والصناعة والمناجم جابرييل ليما.

وأكد محمد باركيندو أن منظمة "أوبك" ستواصل مهمتها في خدمة الدول الأعضاء وصالح الصناعة والاقتصاد الدولي، حاثا جميع الدول الأعضاء على البقاء متحدين واستمرار عقد اللقاءات للدفاع عن المصالح المشتركة.

وأضاف باركيندو الذي زار غينيا لأول مرة أنه أطلع القيادات على تطورات الاتفاق الذي جمع دول "أوبك" وعدد من المنتجين المستقلين إلى جانب أحدث نتائج التعاون المشترك التي أعلنت عقب اجتماع لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج في مدينة سان بطرسبرج الروسية الأسبوع الماضي.

وفي هذا الإطار، قال سيفين شيميل مدير شركة "في جى إندستري" الألمانية، إن "أوبك" تحركت على الفور لاحتواء نوع من التراخي لوحظ في أداء بعض المنتجين تجاه خفض الإنتاج لذا جاء اجتماع سان بطرسبرج ليصعد الضغوط على المنتجين للحفاظ على مستوى عال من الامتثال بما يبقى الاتفاق فعالا وقويا.

وذكر أن نسبة الامتثال لخفض الإنتاج وصلت إلى أكثر من 100 في المائة بعد مرور شهور قليلة من الاتفاق إلا أنها تراجعت أخيرا، إلى 78 في المائة، بسبب تباطؤ في أداء العراق والإكوادور إلى جانب الزيادة الواسعة في إنتاج ليبيا ونيجيريا المعفاتين من خفض الإنتاج.

وأشار إلى أن الأسعار مرشحة لمزيد من المكاسب في الأسابيع المقبلة بسبب التقدم الملحوظ في عملية السحب من المخزونات وعلاج الفائض المتراكم فوق المتوسط في خمس سنوات كما أن تقليص الصادرات السعودية وتباطؤ نمو الحفارات الأمريكية ستصب هذه العوامل مجتمعة في صالح تعافي الأسعار.

من جانبه، أوضح رينيه تسفانبول مدير شركة طاقة في هولندا، أن مستقبل الاعتماد على النفط الخام مبشر حيث إنه سيظل يلعب الدور الرئيس في مزيج الطاقة العالمي على الرغم من جهود التحول نحو الغاز وموارد الطاقة المتجددة التي تسير بمعدلات ونتائج جيدة وسريعة.

وأضاف أنه بحسب توقعات بنك جولدمان ساكس الدولي فإن الطلب على النفط الخام سينمو على مدار العام الجاري والأعوام المقبلة وحتى عام 2022 بنحو 1.2 في المائة، سنويا وهو معدل جيد وكفيل بأن يكمل جهود خفض الإنتاج ويدفع السوق نحو تعاف وتوازن قريب، لذا فإن توقعات نمو الأسعار مازالت أقوى من المراهنين على انخفاض الأسعار إلى ما دون 40 دولارا للبرميل.

ولفت إلى أنه بحسب توقعات البنك العالمي فإن النمو الاقتصادي الواسع في الاقتصادات الناشئة بقيادة الهند سيقود إلى الذروة في الطلب على النفط الخام بحلول عام 2030 وستكون البتروكيماويات المحرك الرئيس للطلب على النفط الخام بعد التوسع في الاعتماد عليها وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي لمنظومة الطاقة في العالم.

من ناحيته، قال لويس ديل باريو المحلل بمجموعة بوسطن المالية في إسبانيا، إن الخطوة المهمة والمؤثرة التي أقدمت عليها السعودية بتقييد مستوى صادراتها النفطية عند 6.6 مليون برميل يوميا بخفض كبير يبلغ نحو مليون برميل يوميا ستعجل بتعافي السوق وستحفز بقية المنتجين على اتخاذ إجراءات قوية أخرى لإنجاح اتفاق خفض الإنتاج وزيادة الثقة في التعاون المشترك بين المنتجين.

وأضاف أن انخفاض المخزونات النفطية أخيرا، بنحو 90 مليون برميل هي نتيجة للرؤية الصائبة التي تبنتها "أوبك" للتعامل مع التحديات والصعوبات التي غلبت على السوق في الفترة الماضية، مشددا على ضرورة أن تتواصل الجهود مع اتخاذ إجراءات إضافية من أجل التعجيل بعودة المخزونات إلى المستويات الطبيعية عند المستوى المتوسط في خمس سنوات.

وأفاد بأن "أوبك" لديها رؤية جيدة لتطورات السوق وهى تسعى لعمل تخفيضات إنتاجية تفوق الزيادات القادمة من الإنتاج الأمريكي حتى لا يتمكن المنتجون الأمريكيون من تبديد أثر تخفيضات "أوبك"، مشيرا إلى أن تقييد الإنتاج في نيجيريا يعد خطوة مؤثرة وجيدة وستساعد على زيادة فاعلية خفض الإنتاج.

وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، صعدت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في شهرين، وسجل الخامان القياسيان أكبر مكاسبهما الأسبوعية هذا العام بينما يستمر المستثمرون في استيعاب بوادر على انحسار وفرة المعروض.

وقالت الحكومة الأمريكية إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا فاق التوقعات الأسبوع الماضي. وبلغ متوسط تكرير الخام في مصافي النفط الأمريكية نحو 17.3 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي بزيادة قدرها 620 ألف برميل يوميا عن الأسبوع نفسه في 2016.

وأوضحت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أنها ستجري مزيدا من الخفض في إنتاجها آب (أغسطس) المقبل، وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 1.03 دولار أو 2.00 في المائة لتبلغ عند التسوية 52.52 دولار للبرميل بعد أن سجلت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى في شهرين عند 52.68 دولار.

وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 67 سنتا أو 1.37 في المائة لتسجل عند التسوية 49.71 دولار للبرميل بعد أن بلغت أيضا أعلى مستوى في شهرين عند 49.78 دولار.

وسجل الخامان القياسيان أكبر مكاسبهما الأسبوعية من حيث النسبة المئوية هذا العام مع صعودهما بأكثر من 8 في المائة، وارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بأكثر من 1 في المائة خلال الجلسة الأمريكية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي واستقراره بالقرب من أدنى مستوياته منذ 23 من حزيران (يونيو) من العام السابق 2016 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعتها يوم الجمعة الماضي عن الاقتصاد الأمريكي.


مشاهدات 1988
أضيف 2017/07/31 - 11:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 13586 الشهر 65535 الكلي 8051533
الوقت الآن
الإثنين 2024/4/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير