
في خضم السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر، يكتشف العالم أن المعدن الأكثر طلبًا في الثورة الجديدة ليس الذهب ولا الليثيوم بل النحاس. أو كما وصفته فايننشال تايمز: العالم دخل رسميًا عصر "جوع النحاس".
السبب بسيط ومعقّد في آن واحد: مراكز البيانات العملاقة، والشبكات الكهربائية الخضراء التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي، تلتهم كميات غير مسبوقة من هذا المعدن الأحمر.
ويعتبر النحاس معدن أساسي في الكهرباء وتحول الطاقة، وقد حقق مكاسب تجاوزت 30% في العام الحالي في بورصة لندن للمعادن.
ومع توسّع الذكاء الاصطناعي، لا تقتصر الحاجة على الخوادم فقط، بل تمتد إلى شبكات نقل كهرباء أكثر كثافةً، محطات طاقة متجددة، وأنظمة تبريد وبنية تحتية رقمية عملاقة.
تقديرات شركة BHP، إحدى أكبر شركات التعدين في العالم، تشير إلى أن استهلاك النحاس في مراكز البيانات قد يقفز ستة أضعاف بحلول عام 2050.
وتحذّر وكالة الطاقة الدولية من أنه بحلول عام 2035، فإن المناجم الحالية وتلك المخطط لها لن تلبي سوى 70% فقط من الطلب العالمي على النحاس.
هذا الخلل دفع الأسعار إلى مستويات قياسية، إذ تجاوز سعر النحاس 11 ألف دولار للطن، مقارنة بنحو 8500 دولار فقط قبل عامين.
وتشير تقديرات محللين إلى احتمال تسجيل عجز بنحو 450 ألف طن في 2026.
وذكروا أن أسعار النحاس يجب أن يتجاوز متوسطها 12 ألف دولار للطن العام المقبل من أجل جذب الاستثمارات الضرورية لتوسيع القدرات التعدينية وضمان توفر الإمدادات على المدى المتوسط والطويل.
حتى الولايات المتحدة، التي تقود سباق الذكاء الاصطناعي، باتت تستورد كميات ضخمة من النحاس، في مؤشر واضح على هشاشة سلاسل الإمداد.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام