شهدت أسعار الفضة خلال عام 2025 ارتفاعات قياسية، ما جعلها في دائرة الضوء لتجذب أنظار المستثمرين العالميين، رغم التحديات المتعلقة بالعرض المحدود.
ونجح المعدن، الذي يطلق عليه أحياناً «معدن الشيطان» نظراً لتقلبه الكبير، هذا العام في تحقيق مكاسب استثنائية، تزامنت مع صعود أسعار الذهب التي تجاوزت 4 آلاف دولار للأونصة.
ووصلت أسعار الفضة إلى مستوى قياسي بلغ 54.47 دولار للأونصة منتصف أكتوبر تشرين الأول 2025، مسجلة ارتفاعاً بواقع 71% مقارنة بالعام السابق، قبل أن تتراجع قليلاً ثم تعود للارتفاع مجدداً، وسط معطيات تشير إلى استمرار الطلب المرتفع مقارنة بالمعروض المحدود.
ارتفاع الطلب الهندي وأزمة الإمدادات
يرجع جزء كبير من الارتفاع في أسعار الفضة إلى الطلب المتزايد من الهند، أكبر مستهلك عالمي، إذ يُستخدم المعدن في صناعة المجوهرات والأدوات المنزلية والزينة، ويبلغ استهلاك البلاد السنوي نحو 4000 طن متري.
وارتفعت الأسعار في الهند يوم 17 أكتوبر إلى مستوى قياسي بلغ 170415 روبية للكيلوغرام، بزيادة 85% منذ بداية العام، بينما يعتمد السوق الهندي على واردات تمثل نحو 80% من إمداداته.

البعد الصناعي والتقني للطلب على الفضة
لم يعد الطلب على الفضة محصوراً في الاستثمار أو الاستخدام التقليدي، بل امتد ليشمل احتياجات صناعية متنامية، خاصة مع زيادة إنتاج السيارات الكهربائية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والطاقة الشمسية.
وتُستخدم الفضة في البطاريات القياسية للسيارات الكهربائية بنحو 25 إلى 50 غراماً لكل سيارة، وقد تصل إلى كيلوغرام في السيارات المستقبلية ذات البطاريات الصلبة، كما تُستغل الفضة لخصائصها الكهربائية والحرارية العالية، ما يجعلها مكوناً أساسياً في الصناعات الحديثة للطاقة النظيفة.
وأوضح الخبراء أن دورة العرض والطلب الحالية، إلى جانب ندرة الإنتاج المناجم في أميركا الوسطى والجنوبية خلال العقد الماضي، تجعل الفضة أحد المعادن النادرة التي تجمع بين القيمة الاستثمارية والاستخدام الصناعي، ما يعزز من توقعات استمرار أسعارها عند مستويات مرتفعة في المستقبل القريب.
ويعد أكتوبر تشرين الأول 2025 ثالث مرة خلال 50 عاماً التي تصل فيها أسعار الفضة إلى ذروتها، بعد يناير كانون الثاني 1980 حين حاول شقيقا هانت السيطرة على السوق، ومرة أخرى عام 2011 بعد أزمة سقف الدين الأميركي، إذ اتجه المستثمرون إلى الذهب والفضة كملاذات آمنة.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام