
في تحول مفاجئ أنهى أطول إغلاق حكومي في تاريخ "الولايات المتحدة"، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن اجتماع سري داخل "الكونغرس" قاده ثمانية سيناتورات ديمقراطيين من الجناح الوسطي، إضافة إلى مستقل واحد، بعيداً عن أعين الإعلام وقيادات أحزابهم.
الاجتماع، الذي عقد ليلاً داخل مكتب زعيم الأغلبية الجمهورية في "مجلس الشيوخ" جون ثيون، جاء بعد أسابيع من الشلل الحكومي الذي عطل الرحلات الجوية، وهدد المساعدات الغذائية، وترك آلاف العائلات من دون رواتب.
وبحسب الصحيفة، غادر السيناتورات القاعات بصمت بعد اختفاء الصحفيين من الممرات، واتجهوا إلى مكتب ثيون من دون تنسيق رسمي أو مشاركة من زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر، رغم علمه بأن "أمراً ما" يجري خلف الكواليس، لكنه لم يكن جزءاً من تلك المفاوضات غير التقليدية.
داخل الاجتماع، اتفق الطرفان على أن الانتظار لم يعد ممكناً، وأن تكلفة الإغلاق أصبحت أعلى من أي تنازل سياسي.
وفي ظل تعطل مؤسسات حيوية وتزايد الضغوط الشعبية، توصل المجتمعون إلى اتفاق مؤقت يعيد فتح الحكومة حتى نهاية يناير/كانون الثاني، من دون الحصول على ضمانات بشأن تمديد الإعانات الصحية، وهو المطلب الرئيسي للديمقراطيين.
الخطوة أثارت انقساماً داخلياً داخل "الحزب الديمقراطي"، وواجهت انتقادات من الجناح التقدمي الذي اعتبرها تنازلاً غير مبرر، لكنها في المقابل منحت الجمهوريين الأصوات الستين اللازمة لتمرير الاتفاق - بفارق صوت واحد فقط.
وهكذا انتهى أطول إغلاق حكومي في "الولايات المتحدة"، ليس عبر صفقة كبرى أو اجتماع رئاسي، بل من خلال تحرك سري لمجموعة صغيرة من السيناتورات كسروا الجمود السياسي وأعادوا فتح أبواب "الحكومة الأميركية" في ليلة واحدة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام