
بينما تشهد الجادات الإيرانية مرور مئات الشاحنات يوميًا بين مدينة بيرانشهر وإقليم كردستان العراق، جاء افتتاح الطريق الدولي الجديد مزدوج المسار في حاج عمران على يد مسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان، ليضع معبر تمرشين الحدودي في موقع استراتيجي أكبر من أي وقت مضى، باعتباره ممرًا يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في تعزيز التجارة والترانزيت الإقليمي لإيران.
وافتتح رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، يوم الإثنين 3 نوفمبر 2025 الطريق الدولي الجديد مزدوج المسار في حاج عمران؛ وهو مسار يبلغ طوله 2.5 كيلومتر، بتكلفة تزيد على 35 مليار دينار عراقي (نحو 27 مليون دولار)، ويعزز الربط المباشر بين المناطق الحدودية في الإقليم ومعبر تمرشين في إيران.
وأنجز هذا المشروع في المنطقة الجبلية لسوران، وقال بارزاني خلال الافتتاح إن الهدف منه هو «تسهيل حركة السكان ودعم الأنشطة التجارية المحلية وتطوير التجارة الحدودية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأكد أن حاج عمران يعد من أهم بوابات التعاون الاقتصادي مع إيران، ويستلزم تطوير بنيته التحتية لتتوافق مع المعايير الدولية.
على الجانب الإيراني، يقع معبر تمرشين الحدودي جنوب محافظة أذربيجان الغربية، على بعد 15 كيلومترًا من مدينة بيرانشهر. ويُعتبر واحدًا من أكثر المعابر البرية نشاطًا وأمانًا في البلاد، حيث يعمل على مدار الساعة ولديه دور حيوي في نقل المسافرين والبضائع بين الجانبين.
كما يعد تمرشين أقصر طريق بري يربط إيران بمدن شمال العراق، مثل أربيل والسليمانية وكركوك. إضافة إلى دوره التجاري، يُعد المعبر أحد الممرات الرئيسية لزوار العتبات المقدسة خلال موسم الأربعين، عبر طرق مباشرة نحو كربلاء والنجف والكاظمية، ما يمنحه أهمية اقتصادية ودينية في آن واحد.
ويرى خبراء أن افتتاح الطريق الجديد داخل الأراضي العراقية يمكن أن يسهم في زيادة حركة ترانزيت البضائع بين إيران وإقليم كردستان، ويخفف الضغط عن معابر أخرى مثل باشماق وبرويزخان. كما أن قرب هذا المعبر من المراكز الصناعية والتعدينية في شمال غرب إيران يجعله خيارًا استراتيجيًا لتوسيع صادرات البلاد غير النفطية.
مع تشغيل طريق حاج عمران الجديد، تتجه العلاقات بين إيران وإقليم كردستان نحو مستوى أعلى من الاتصال البري المستدام، وتجارة أكثر حيوية، ومستقبل أكثر ديناميكية في التعاون بين الجانبين.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام