من المتوقع أن تستمر الأسهم اليابانية في تسجيل أرقام قياسية حتى مع تراجع أداء العملة الوطنية والسندات، بعد انتخاب ساناي تاكايتشي يوم السبت لقيادة الحزب الحاكم، ومن المرجح أن تصبح رئيسة للوزراء.

اعتبرت تاكايتشي، البالغة من العمر 64 عاماً، الأكثر تبنياً لسياسات التوسع المالي والنقدي بين خمسة مرشحين في سباق الحزب الليبرالي الديمقراطي لخلافة رئيس الوزراء المتشدد شيغيرو إيشيبا.

في الفترة التي سبقت سباق الحزب، ظهر ما يُعرف بـ«صفقة تاكايتشي» -الشراء على الأسهم والتوقع بانخفاض السندات الحكومية اليابانية، خاصة على آجال طويلة- استعداداً لفوز تاكايتشي، الداعمة لسياسات التحفيز الاقتصادية المعروفة بـ«أبينوميكس» التي أطلقها الراحل شينزو آبي. 

مفاجأة إيجابية للأسهم وتوتر في سوق السندات

سجل مؤشر نيكاي القياسي مستوى إغلاق قياسي عند 45,769.50 يوم الجمعة، متجاوزاً الرقم القياسي المسجل الأسبوع السابق، وسط توقعات المستثمرين بأن خليفة إيشيبا سيكون أكثر حميمية.

منذ أواخر مايو، شهد سوق السندات الحكومية اليابانية توتراً بسبب تراجع الطلب من المشترين التقليديين، وتقليل دعم البنك المركزي، والمخاوف المتعلقة بارتفاع الدين العام.

تفاقمت الضغوط على السوق في يوليو عندما فقد تحالف إيشيبا الأغلبية في مجلس الشيوخ، بعد أن فقد الأغلبية في مجلس النواب العام الماضي، مع اكتساب الأحزاب الخارجية الداعية لتخفيض الضرائب وزيادة الإنفاق مقاعد إضافية.
وارتفعت عائدات سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً إلى رقم قياسي عند 3.285% في 8 سبتمبر، أول يوم تداول بعد إعلان إيشيبا استقالته.

في الأسابيع الأخيرة، تباطأ زخم نيكاي وارتفعت سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل مع توقع الأسواق تفوق وزير الزراعة شينجيرو كويزومي في سباق الحزب الليبرالي الديمقراطي، بينما بدا أن تاكايتشي خففت من موقفها، حيث لم تدرج تخفيضات ضريبية في برنامجها وغابت إلى حد كبير عن التعليق على سياسات بنك اليابان.

توقعات السياسة المالية والنقدية

قال جيمس أتي، مدير الدخل الثابت في مجموعة الاستثمار البريطانية مارلبورو: "يبدو أنها خففت من خطابها مؤخراً، لكن الشعور العام لا يزال أنها ستدفع نحو سياسة مالية ونقدية أكثر مرونة، لذلك، من المحتمل أن يكون هناك رد فعل سلبي على السندات طويلة الأجل والين".

وأغلق سعر صرف الين عند 147.44 لكل دولار يوم الجمعة، مسجلاً ارتفاعاً أسبوعياً 1.4%، وهو أكبر مكسب منذ منتصف مايو.

بعد فوزها في الحزب الليبرالي الديمقراطي، قالت تاكايتشي في مؤتمر صحفي إن الحكومة والبنك المركزي يجب أن يعملا معاً لضمان تحقيق اقتصاد اليابان تضخماً مدفوعاً بالطلب مدعوماً بارتفاع الأجور وأرباح الشركات.

السندات قصيرة الأجل ومستقبل رفع الفائدة

تتجه أسعار سندات الحكومة اليابانية قصيرة الأجل، الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، في اتجاه هابط، ما دفع عائداتها للارتفاع مع تزايد الأدلة على أن اقتصاد اليابان قوي بما يكفي ليستأنف بنك اليابان سياسة التشديد.

وضع محافظ البنك كازو أويدا البنك المركزي على مسار طويل لرفع الفائدة وتقليص الميزانية العمومية بعد أكثر من عقد من التحفيز الكبير، الذي كان جزءاً أساسياً من برنامج آبي الاقتصادي.

وصلت عوائد سندات الحكومة اليابانية لأجل سنتين وخمس سنوات وعشر سنوات إلى مستويات لم تشهدها منذ الأزمة المالية 2008، في توقعات برفع البنك الفائدة قريباً، ربما في اجتماع هذا الشهر.
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام