مليارديرات وادي السيليكون يضخون المليارات في سباق إطالة العمر

 

لم يعد حلم العيش حتى سن 150 عاماً أو الحصول على عقدين إضافيين من الصحة والحيوية مجرد فكرة في الخيال العلمي، بل أصبح صناعة ناشئة تجذب مليارات الدولارات من كبار المستثمرين في وادي السيليكون والعالم.

وفي وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الحيوية على تطوير أدوية وعلاجات لإبطاء الشيخوخة أو عكسها، يرى الممولون أن هذه الاستثمارات قد تغير مستقبل الإنسان، وتحوّل الشيخوخة من قدر محتوم إلى تحدٍ علمي يمكن التغلب عليه.

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، بلغت الاستثمارات في شركات ومؤسسات تعمل في مجال إطالة العمر أكثر من 12.5 مليار دولار خلال 25 عاماً، استناداً إلى بيانات صفقات استثمارية وإفصاحات تنظيمية.

ويقف خلف هذه الأموال تحالف واسع يضم مليارديرات من وادي السيليكون، ورؤوس أموال مغامرة، وعلماء بارزين، وحتى مشاهير يسعون إلى إطالة سنوات الصحة والشباب.

من بين الأسماء البارزة، يبرز بيتر ثيل الذي دعم نحو 12 شركة من خلال ذراعه الاستثمارية ومؤسسة غير ربحية موّلها، وجمعت هذه الشركات أكثر من 700 مليون دولار.

أما سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، فاستثمر 180 مليون دولار من ثروته الشخصية في شركة «ريترُو بيوسَينسِز» التي تطوّر أدوية لإعادة برمجة الخلايا وتجديدها.

أكبر جولة تمويل في القطاع جاءت عبر شركة «ألتوس لابز» (Altos Labs)، حيث جمعت ثلاثة مليارات دولار بدعم من يوري ميلنر و«آرتش فنتشر بارتنرز» والمستثمر جو لونسدايل، لتصبح بذلك أكبر شركة في هذا المجال.

بينما حصلت شركة «نيو ليميت»، التي أسسها الرئيس التنفيذي لـ«كوين بيس» (Coinbase) براين أرمسترونغ عام 2021، على أكثر من 200 مليون دولار بمشاركة مستثمرين بارزين بينهم ثيل وإريك شميت وفينود خوسلا.

كما جمعت شركة «بايو إيج لابز» 559 مليون دولار لتطوير أدوية تستهدف أمراض الشيخوخة، فيما حصلت شركة «فنكشن هيلث» على تمويل من شخصيات مثل كيفن هارت ومات ديمون.

ولم يقتصر الاهتمام على المستثمرين التقليديين، إذ قاد ستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي لـ«موديرنا»، جولة تمويل بقيمة 47 مليون دولار لشركة «إل-نوترا» المتخصصة في أنظمة غذائية مستوحاة من أبحاث محاكاة الصيام.

لكن رغم تدفق هذه الأموال، لم تكن كل الرهانات رابحة، حيث أعلنت شركة «يونيتي بيوتكنولوجي» التي جمعت 355 مليون دولار عن حل نفسها بعد خروجها من بورصة ناسداك، في تذكير بأن المخاطر عالية بقدر طموحات هذا القطاع.

ومع ذلك، يرى فينود خوسلا أن الرهان يستحق المغامرة قائلاً: «في سن السبعين يجب أن يشعر المرء وكأنه في الأربعين».

وتشير بيانات «وول ستريت جورنال» إلى أن الاستثمارات تتوزع على ثلاثة مسارات رئيسة: إعادة برمجة وتجديد الخلايا (5.1 مليار دولار)، علاجات الأمراض المرتبطة بالشيخوخة (4.9 مليار دولار)، والمكملات الغذائية والتقنيات الصحية ومنصات أسلوب الحياة (2.6 مليار دولار).

وبينما تتصاعد الاستثمارات في هذا المجال، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه الجهود في إضافة سنوات إلى أعمار البشر، أم أنها ستضيف صحة ونوعية حياة إلى السنوات ذاتها؟.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 227
أضيف 2025/09/08 - 6:47 PM