انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام الحالي، قبيل اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواجه ضغوطًا للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا يتضمن تقديم تنازلات إقليمية.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن أسعار العقود الآجلة القياسية للغاز في أوروبا واصلت تراجعها الاثنين، بعد انخفاضها الأسبوع الماضي، ترقبًا للقاء ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحلول الساعة 8:26 صباحًا بتوقيت أمستردام، انخفضت العقود الآجلة الهولندية تسليم الشهر المقبل، وهي المعيار الأوروبي لأسعار الغاز، بنسبة 1.9% لتصل إلى 30.43 يورو لكل ميغاوات/ساعة، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
ويستضيف ترامب زيلينسكي وعددًا من القادة الأوروبيين، بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، لوضع شروط اتفاق سلام محتمل جرى التطرق إليه خلال محادثاته مع بوتين. ومن المتوقع أن تركز واشنطن على التنازلات الإقليمية التي تطالب بها موسكو.
وقال ترامب عقب لقائه بوتين في ألاسكا يوم الجمعة الماضي إنه سيحث زيلينسكي على إبرام اتفاق سريع، وأبلغ القادة الأوروبيين باستعداد بلاده لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وبينما سعت أوروبا خلال السنوات الثلاث الماضية إلى تنويع مصادرها من الغاز بعد تقليص روسيا صادراتها عبر خطوط الأنابيب، بالاعتماد بشكل أكبر على الغاز الطبيعي المسال القادم بحرًا من دول مثل الولايات المتحدة وقطر، يراهن المتعاملون على أن أي تخفيف محتمل للعقوبات قد يسمح بعودة جزئية للإمدادات الروسية ويُقلل المنافسة على شحنات الغاز المسال.
وقالت الباحثة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا تاتيانا ميتروفا: "إن إعلان الولايات المتحدة عن ضمانات أمنية لأوكرانيا، والتقارير التي تشير إلى احتمال قبول روسيا بذلك، لهما أهمية دبلوماسية… لكن الوضع لا يزال غامضًا للغاية، وحتى الآن لا توجد مؤشرات على أن قمة ألاسكا ستُحدث تغييرًا ملموسًا في صورة إمدادات الغاز إلى أوروبا."
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه النرويج، وهي من أكبر مورّدي الغاز إلى أوروبا، عن انقطاع غير مخطط له في الإمدادات من محطة "هامرفست" لتصدير الغاز الطبيعي المسال بنهاية الأسبوع، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الأسعار إذا استمر لفترة طويلة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام