توقّع محللون أن يظل سعر الذهب فوق مستوى 3000 دولار للأوقية خلال الفترة المقبلة، مدعوماً بتزايد الإقبال على الأصول الآمنة وسط تصاعد المخاوف المرتبطة بالتجارة العالمية وتفاقم مستويات الديون السيادية.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز، شمل 40 محللاً ومتداولاً، أن متوسط التوقعات لسعر الذهب في عام 2025 يبلغ 3220 دولاراً للأوقية، مقارنة بـ3065 دولاراً في استطلاع أبريل الماضي، في حين ارتفعت التقديرات لعام 2026 إلى 3400 دولار من 3000 دولار سابقاً.
وكانت أسعار الذهب الفورية قد ارتفعت بنسبة 27% منذ بداية العام الجاري، مسجلة مستوى قياسياً بلغ 3500 دولار للأوقية في أبريل، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.
وقال ديفيد راسل، مدير التسويق لدى «غولدكور»: «النصف الأول من عام 2025 أكد ما كنا نؤمن به طويلاً؛ الذهب ليس مجرد وسيلة تحوط، بل هو إشارة على حالة السوق»، مرجحاً أن يصل السعر إلى 4000 دولار بنهاية 2026 إذا تفاقمت المخاوف بشأن أوضاع المالية الأميركية.
وقد ازدادت جاذبية الذهب كملاذ آمن بفعل حالة عدم اليقين بشأن المواعيد النهائية لاتفاقات تجارية كبرى للولايات المتحدة، إضافة إلى مخاوف مالية أشعلها تمرير الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشروع قانون ضخم أطلق عليه «قانون جميل وضخم»، والذي يتوقع محللون مستقلون أن يضيف 3.3 تريليون دولار إلى الدين العام الأميركي.
ورغم ذلك، لم يتمكن الذهب من استعادة ذروته المسجلة في أبريل، إذ يقول كارستن مينكه، المحلل في «يوليوس باير»، إن «التحرك العرضي على المدى القصير مرجح أن يستمر في ظل غياب محفز فوري لدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع».
ويرى معظم المحللين أن البنوك المركزية تظل المحرك الرئيسي لصعود الذهب، في إطار جهودها طويلة الأمد لتنويع احتياطاتها بعيداً عن هيمنة الدولار، فقد واصلت الصين تعزيز احتياطياتها من الذهب للشهر الثامن على التوالي، بينما أظهر مسح للبنك المركزي الأوروبي أن نحو 40% من البنوك المركزية تعتبر المخاطر الجيوسياسية سبباً رئيسياً للاحتفاظ بالذهب.
وقال مينكه: «العالم متعدد الأقطاب مستمر، ومعه رغبة البنوك المركزية في تقليص اعتمادها على الدولار الأميركي كعملة احتياطي، وفي الحالات القصوى تقليص تعرضها للعقوبات الأميركية».
أما بالنسبة للفضة فقد قفزت أسعارها بنسبة 32% منذ بداية 2025، متفوقة على أداء الذهب، واقتربت من حاجز 40 دولاراً للأوقية لأول مرة منذ 14 عاماً.
وعدل المحللون توقعاتهم لسعر الفضة في 2025 إلى 34.52 دولار للأوقية، مقارنة بـ33.10 دولار في الاستطلاع السابق، مدعومة بمخاوف من السياسات الجمركية الأميركية، وإشارات على نقص المعروض في السوق الفوري، وازدياد إقبال المستثمرين على الفضة كبديل للذهب.
أما بالنسبة لعام 2026 فقد ارتفع متوسط التوقعات إلى 38 دولاراً للأوقية من 34.58 دولار سابقاً.
وقالت سوكي كوبر، المحللة لدى «ستاندرد تشارترد»، إن معظم هذه المكاسب جاءت نتيجة تدفقات قوية إلى المنتجات المتداولة في البورصة، محذّرة من أن تباطؤ هذا الزخم قد يجعل الفضة عرضة للتراجع رغم التوقعات بعجز جديد في السوق هذا العام.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام