كرّر مسؤول كبير في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أمس الخميس، دعوته لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر، على الرغم من ضغط مسؤولين آخرين في المجلس للحفاظ على استقرار أسعار الفائدة، والبيانات التي تُظهر مرونة الاقتصاد الأميركي.
صرح كريستوفر والر، أحد أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خلال فعالية في نيويورك، بأنه ينبغي على البنك المركزي الأميركي خفض تكاليف الاقتراض في اجتماعه للسياسات يومي 29 و30 يوليو تموز للحفاظ على قوة سوق العمل.
وقال «مع اقتراب التضخم من المستوى المستهدف ومحدودية مخاطر ارتفاع التضخم، يجب ألّا ننتظر حتى يتدهور سوق العمل قبل أن نخفض سعر الفائدة»، وأضاف «أعتقد أنه من المنطقي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (ربع في المئة) بعد أسبوعين من الآن».
ويُعتبر والر، الذي عيّنه الرئيس دونالد ترامب في مجلس الاحتياطي الفيدرالي عام 2021، مرشحاً قوياً لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي انتقده ترامب بشدة لإبقائه أسعار الفائدة ثابتة، وتعهد باستبداله العام المقبل، إن لم يكن قبل ذلك.
وصرح وزير الخزانة، سكوت بيسنت، لوكالة بلومبرغ، يوم الثلاثاء، بأن «عملية رسمية» قد بدأت لتحديد مرشح ترامب لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وأن الرئيس قال إنه سيعلن «قريباً جداً» عن مرشحه.
يتناقض موقف والر مع معظم أعضاء مجلس محافظي البنك المركزي الأميركي السبعة الآخرين، الذين قالوا إن الاحتياطي الفيدرالي قادر على التحلي بالصبر لفترة أطول قليلاً لمعرفة مدى تأثير رسوم ترامب الجمركية على الأسعار.
وفي الوقت الحالي لا تزال احتمالات خفض أسعار الفائدة في يوليو منخفضة للغاية، وفقاً لسوق العقود الآجلة.
على سبيل المثال، قالت أدريانا كوغلر، أحد محافظي الاحتياطي الفيدرالي، يوم الخميس في فعالية بواشنطن، إن على البنك المركزي أن يبقى ثابتاً «لبعض الوقت» لأن التضخم بدأ يرتفع بسبب رسوم ترامب الجمركية و«نظراً لاستقرار التوظيف في إطار ولايتنا».
في يونيو أضاف أصحاب العمل 147 ألف وظيفة، وانخفض معدل البطالة قليلاً إلى 4.1 في المئة من 4.2 في المئة، وهو معدل أفضل من توقعات الاقتصاديين.
لكن والر يرى «صورة لسوق عمل على حافة الهاوية»، وأن على الاحتياطي الفيدرالي «النظر في آثار التعريفات الجمركية والتركيز على التضخم الأساسي، الذي يبدو قريباً من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة».
وقال «الفكرة الأساسية بالنسبة لي هي البدء، واستباق الأحداث، بدلاً من الانتظار حتى يتدهور سوق العمل، وقتها سيكون فقد فات الأوان».
دعا والر سابقاً إلى خفض أسعار الفائدة، ولكن منذ ذلك الحين أظهر سوق العمل ومبيعات التجزئة علامات قوة غير متوقعة، وارتفع التضخم إلى حدٍ ما، وهي جميعها إشارات من شأنها عادةً أن تجعل الاحتياطي الفيدرالي يتردد في خفض أسعار الفائدة.
ووالر ليس المسؤول الوحيد في الاحتياطي الفيدرالي الذي دعا إلى خفض أسعار الفائدة في يوليو.
في الشهر الماضي، قالت ميشيل بومان، نائبة رئيس الاحتياطي الفيدرالي للإشراف، إن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في يوليو، لكنها لم تكرر تصريحاتها منذ أن أظهرت أحدث البيانات الحكومية أن الأميركيين ما زالوا ينفقون وأن الشركات لا تزال توظف بمعدلات جيدة.
لا تُظهر أحدث البيانات الاقتصادية أن الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى التدخل بخفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد، وفقاً لمعظم مسؤوليه والخبراء الاقتصاديين أيضاً.
وقد أسهم التوقع السائد بأن رسوم ترامب الجمركية سترفع الأسعار في تأييد موقف الاحتياطي الفيدرالي الرافض للإسراع في خفض أسعار الفائدة.
ولم تلقَ هذه الاستراتيجية استحساناً لدى ترامب، الذي استمر في انتقاد البنك المركزي لعدم خفضه أسعار الفائدة هذا العام، كما استغل هو وكبار مستشاريه عملية تجديد مكاتب الاحتياطي الفيدرالي بتكلفة 2.5 مليار دولار كوسيلة قانونية محتملة لإقالة باول.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام