فيما تتجه أنظار الأسواق إلى لندن حيث تُستأنف محادثات التجارة بين واشنطن وبكين، تتصاعد المخاوف من أن تتحول أزمة المعادن النادرة إلى سلاح استراتيجي في وجه الصناعات الغربية، وعلى رأسها الدفاع.

فبعد أن فرضت الصين قيوداً صارمة على تصدير عناصر حيوية تُستخدم في صناعة السيارات والروبوتات، بدأت تداعيات القرار تضرب بقوة في قلب الصناعات الدفاعية الأميركية والأوروبية. فالمغناطيسات المصنوعة من "الساماريوم" مثلاً، عنصر لا غنى عنه في تصنيع مقاتلات F-35، باتت مهددة بالاختفاء من خطوط الإنتاج، بحسب ما ذكرته شبكة "CNBC".

وألمح البيت الأبيض إلى إمكانية تخفيف قيود تصدير الرقائق الإلكترونية مقابل تسريع بكين لصادرات المعادن النادرة، في محاولة لتهدئة التوترات. لكن الاتهامات المتبادلة بخرق اتفاق جنيف الأخير لا تزال تلقي بظلالها على المفاوضات.

الضربة الموجعة للصناعات الدفاعية
فرضت الصين، التي تهيمن على نحو 60% من إنتاج المعادن النادرة و90% من عمليات معالجتها عالمياً، في أبريل الماضي قيوداً على تصدير عناصر ومغناطيسات تُستخدم في تقنيات الرادار، والتوجيه بالليزر، وأنظمة الدفع في البيئات القتالية.

ورغم أن قطاع السيارات حصل على "تنفّس صناعي" عبر قنوات تصدير خاصة، فإن شركات الدفاع لا تزال في مرمى النيران. فكل غواصة أو مقاتلة تحتاج إلى آلاف الأرطال من هذه المعادن، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.

الأسواق تترنح.. والقلق يتصاعد
في هذه الأثناء، تراجعت أسهم شركات الدفاع الأوروبية بشكل ملحوظ مع انطلاق جولة المفاوضات الجديدة. شركة "رينك" الألمانية لهندسة الدبابات هوت بنسبة 8%، بينما سجلت "ساب" السويدية و"راينميتال" الألمانية خسائر تجاوزت 3.5%.

وفيما تحاول الصين تهدئة المخاوف عبر منح تراخيص تصدير محدودة لشركات أميركية وأوروبية، يرى خبراء أن الأزمة أبعد من مجرد تصاريح. فأسعار بعض المعادن مثل "براسيوديميوم-نيوديميوم" تهدد بجعل نصف الإنتاج غير الصيني غير مجدٍ اقتصادياً بحلول 2030.

هل تنجح واشنطن في كسر الحصار؟
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا مطالبون الآن بتنسيق تدخلات عاجلة لدعم الإنتاج المحلي، سواء عبر الإعفاءات الضريبية أو الحوافز المالية، لتقليل الاعتماد على التنين الصيني.

لكن حتى ذلك الحين، تبقى الصناعات الدفاعية في الخط الأمامي لأزمة قد تعيد رسم خريطة النفوذ الصناعي العالمي.
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام