132 مشروعاً و10 جسور في عامين… هل اقتربت بغداد من الحل المروري؟

الاقتصاد نيوز - بغداد

 

منذ سنوات، شكلت الاختناقات المرورية في العاصمة العراقية بغداد أزمة خانقة لم تفلح الحلول المؤقتة في الحدّ منها. لكن خلال العامين الماضيين، بدأت حكومة السوداني باتخاذ خطوات تنفيذية لمعالجة هذه المعضلة المتفاقمة.
 
في مارس 2023، أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد، والتي تضمنت أربعة مشاريع حيوية. وابتداءً من 5 نيسان 2023، شرعت وزارة الإعمار والإسكان بتنفيذ ثلاثة مشاريع منها، تمهيدًا لإنجاز البقية خلال مدد زمنية محددة.
 
وبهذا الصدد، كشفت وزارة الاعمار والاسكان، آخر تفاصيل مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد.
 
وأشار الصفار خلال حديثه لـ"الاقتصاد نيوز" إلى أن من بين المشاريع التي افتُتحت جزئياً مشروع ساحة النسور، والذي شمل ثلاث فقرات حيوية: مجسر قحطان، مجسر النسور، والنفق رقم 1. كما تم افتتاح مجسرات أخرى مثل الشالجية، المصافي، السريدات، الزعفرانية، بالإضافة إلى مجسري براثا والصرافية ضمن الحزمة الثانية.
 
وبيّن أن ما تبقى من مشاريع يتضمن: ربط الطابقين بالمعلق، تأهيل شارع أبو نؤاس، إنشاء جسر الجادرية الثاني، جسر غزة، جسر الصرافية الثاني، بالإضافة إلى مشاريع الطلائع والطوبجي، وربط سريع محمد القاسم بطريق بغداد – كركوك من جهة البساتين والسريدات، إلى جانب النفقين 4 و5 في مشروع ساحة النسور.
 
ولفت المتحدث باسم وزارة الاعمار الى أن هذه المشاريع ستُنجز بالكامل خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن مشروع مجسرات الطوبجي هو الأقرب للاكتمال، حيث وصل إلى مراحله النهائية.
 
وبشأن تاثير مشاريع فك الاختنقات على زحامات بغداد، أوضح أن المشاريع المنجزة حتى الآن قد ساهمت بشكل كبير في تقليل الاختناقات في مواقعها، لكن الأثر الأكبر سيُلاحظ بعد اكتمال المشاريع المتبقية، نظراً لطبيعتها التكميلية وتسلسلها ضمن مسارات مرورية متكاملة.
 
في خطوة مستقبلية كبيرة، باشرت الوزارة بتنفيذ الطريق الحلقي الرابع، الذي من شأنه أن يُشكل نقلة نوعية في فك الزحامات، خاصة مع توجه الحكومة لربط أطراف بغداد وتخفيف الاعتماد على الطرق الداخلية.
 
أبعاد اقتصادية 
تؤكد التقديرات أن الاختناقات المرورية لا تقتصر على إزعاج المواطنين فحسب، بل تحمل أعباء اقتصادية ثقيلة.
 
رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، أوضح أن الزحام المروري يتسبب بخسائر مالية تتراوح بين 1 إلى 2 مليار دولار سنويًا، كما يستهلك وقتًا ثمينًا من العمالة، ويؤدي إلى ارتفاع استهلاك الوقود، وانبعاث الملوثات، وازدياد أمراض الجهاز التنفسي.
 
وحذر الغراوي من أن التأخير في النقل يسبب تعطلًا في سلاسل الإمداد، ويرفع تكاليف العمل الفردي بنسبة تصل إلى 40%، مشيرًا إلى أن تكاليف النقل المرتبطة بالاختناقات تستنزف نحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للعراق، وفق تقديرات البنك الدولي.
 
دور البرلمان 
من جهته، كشف النائب عن لجنة الخدمات والإعمار النيابية، باقر الساعدي، أن الحكومة تمكنت من تنفيذ 132 مشروعًا خدمياً خلال عامين فقط، بينها 9 إلى 10 جسور، أنجز بعضها خلال أقل من أربعة أشهر. 
 
وأشار الساعدي خلال حديثه لـ"الاقتصاد نيوز" إلى وجود توجه حكومي لإيقاف الاستثمارات داخل مركز العاصمة، ونقلها إلى أطراف بغداد لتخفيف الضغط السكاني والمروري، في ظل وفرة الأراضي الفارغة في الضواحي.
 
وأضاف، أن نسبة الإنجاز الكلي لهذه المشاريع بلغت نحو 90%، ما يعكس الجدية في العمل وتجاوز البيروقراطية السابقة.
 
وأكد أن البرلمان يدرس حاليًا مشروع مترو بغداد، باعتباره من أكبر المشاريع الحيوية المستقبلية. وسيُطرح في الجلسة البرلمانية المقبلة لغرض التخصيص والتمويل، في خطوة يرى فيها المختصون حلاً جذريًا للازدحامات على المدى البعيد.
 
في سياق موازٍ للمشاريع الإنشائية، اتخذت الحكومة عددًا من الإجراءات الفورية، منها فتح عشرات الطرق التي كانت مغلقة منذ عام 2003 لأسباب أمنية، خاصة داخل المنطقة الخضراء، ورفع العديد من الحواجز الكونكريتية ونقاط التفتيش. كما اعتمد مجلس الوزراء توقيتات دوام مرنة للوزارات ومؤسسات الدولة لتوزيع الكثافة المرورية على ساعات النهار.
 
رغم التقدم المحرز، يرى خبراء أن حل أزمة الزحام المروري في بغداد لا يمكن أن يتحقق بالكامل دون الاستثمار في النقل الجماعي، والتقنيات الذكية لإدارة السير، وتوسعة البنية التحتية القديمة. إلا أن ما بدأ يتحقق على الأرض اليوم، من جسور وأنفاق ومسارات جديدة، يشير إلى بداية تحوّل فعلي، طالما انتظره المواطن البغدادي.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 233
أضيف 2025/05/03 - 2:54 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 8883 الشهر 65535 الكلي 15780430
الوقت الآن
الأحد 2025/5/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير