تصاعدت وتيرة ردود الفعل الدولية تجاه الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب تجارية شاملة تُثقل كاهل الاقتصاد العالمي وتُضعف سلاسل التوريد العابرة للحدود.
انتقد وزير التجارة الفرنسي المفوض، لوران سان مارتين، الإجراءات التجارية "العدوانية والتعسفية للغاية" التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً إن فرنسا "تفضل التعاون على المواجهة".
وقال مارتين، إن الهدف من هذه الرسوم هو "التفاوض للعودة إلى حيث كانت الأمور"، في إشارة إلى رغبة واشنطن باستخدام الرسوم كأداة ضغط في المفاوضات التجارية.
وأشار وزير التجارة الفرنسي إلى إنه لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يستبعد الرد "بشكل عدواني للغاية" على الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتحاد.
من جهتها، حذّرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني من أن الرسوم الأميركية ستُحدث تأثيراً مباشراً في بعض القطاعات الحيوية الأوروبية، وعلى رأسها الصناعات الكيماوية والسيارات والتكنولوجيا، مؤكدة أنّ الإجراءات الجديدة "ستؤدي إلى خفض الإيرادات ونمو الأرباح" لدى الشركات العاملة في هذه المجالات.
أما وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، فشدد على ضرورة الرد الأوروبي بـ"هدوء وحزم"، محذراً من الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "لا ينبغي لأوروبا أن تسمح لنفسها بالانقسام". وأضاف أن بلاده قد تزيد الضغوط على الولايات المتحدة في قطاع الأدوية رداً على الإجراءات الأميركية.
وفي السياق ذاته، قال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، إن التكتل بحاجة إلى تسريع التعاون التجاري مع دول أخرى، سعياً لتنويع الشراكات وتقليل الاعتماد على السوق الأميركي.
تداعيات الرسوم الأميركية على الاقتصاد الياباني
وفي طوكيو، أعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا عزمه تشكيل فريق عمل خاص يوم الثلاثاء لدراسة تداعيات الرسوم الأميركية على الاقتصاد الياباني، بينما أكد وزير الاقتصاد الإسباني أن وزراء الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي سيبحثون اليوم قائمة المنتجات الأميركية التي ستخضع لرسوم انتقامية.
ودعت وزارة الخارجية الصينية إلى الابتعاد عن التصعيد، مؤكدة أنّ "التهديدات والضغوط ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين".
في الوقت نفسه، أعلن وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو، دعم بلاده لإنشاء أداة مالية على المستوى الأوروبي تهدف إلى "حماية ومساعدة القطاعات المتضررة من الرسوم الأميركية"، ما يعكس اتجاهاً أوروبياً متزايداً نحو اتخاذ إجراءات منسقة لمواجهة تداعيات السياسات الحمائية الأميركية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام