هبطت عوائد السندات السيادية الصينية إلى أقل من 2 بالمئة خلال التعاملات المبكرة الاثنين، مسجلة أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقدين.
وانخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، إلى 1.995 بالمئة وهو أدنى مستوى له منذ عام 2002، كما تراجعت عوائد الثلاثين عاما بأربع نقاط أساس إلى 2.17 بالمئة، بعد أن انخفض عن نظيره الياباني لأول مرة منذ حوالي عقدين من الزمان في الشهر الماضي.
وقد تدفق المستثمرون على الملاذ الآمن حيث خفضت بكين أسعار الفائدة كجزء من حزمة تحفيز لمعالجة ضغوط التضخم المنخفض والنمو البطيء.
كما يعكس هذا التراجع المخاوف بشأن احتمال تصعيد الاحتكاكات التجارية مع الولايات المتحدة في ظل رئاسة دونالد ترامب الثانية.
وقال كي يونغ سونغ، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في آسيا لدى سوسيتيه جنرال: "كان من المتوقع أن تختبر العوائد على السندات العشرية مستوى 2 بالمئة، لكنها جاءت أسرع قليلاً من المتوقع، ستستمر العناوين الرئيسية المتعلقة برسوم ترامب الجمركية في التدفق بسلاسة، لكن عناوين التحفيز الصيني ستستغرق وقتًا أطول"، بحسب وكالة بلومبرغ.
قد يؤدي انخفاض العوائد إلى مزيد من الضغط على اليوان، حيث تقدم السندات الصينية الآن عوائد أقل من معظم نظيراتها العالمية الرئيسية، وخاصة سندات الخزانة الأميركية. ويتذبذب اليوان في التداولات العالمية بالقرب من أضعف مستوى له مقابل الدولار منذ يوليو.
"ومن المحتمل أن تزيد البنوك من شراء السندات في الشهرين المقبلين وتدفع العوائد إلى الانخفاض"، وفقًا لشركة زيشانغ للأوراق المالية.
وقال محللو زيشانغ في مذكرة: "نعتقد أن الصين قد تخفض أسعار الفائدة في يناير، وقد تنخفض العوائد على السندات العشرية إلى حوالي 1.85 بالمئة مع حلول عطلة عيد الربيع".
ومع ذلك، قد يشكل هذا تحديًا لبنك الشعب الصيني ويعقد من جهوده لتيسير السياسة النقدية، حيث حذر البنك المركزي الصيني مرارًا وتكرارًا من موجة شراء محمومة للسندات طويلة الأجل، وتدخل في وقت سابق من هذا العام لوقف حمى الشراء في السندات، خوفًا من أن يؤدي الإقبال المفرط على الديون السيادية إلى انعكاس مفاجئ قد يقوض الاستقرار المالي.
يذكر أن التيسير النقدي يعني خفض أسعار الفائدة أو زيادة السيولة في الاقتصاد لتحفيز النمو، ولكن، إذا ارتفع الطلب على السندات طويلة الأجل بشكل مفرط، فإن عوائد هذه السندات تنخفض بشكل كبير، ما قد يؤثر على فعالية التيسير النقدي ويقلل من الحوافز الاستثمارية.
البنك المركزي الصيني قلق من الشراء المفرط للسندات لأنه قد يؤدي إلى فقاعة سوق السندات. عندما يندفع المستثمرون لشراء السندات بكثرة، ترتفع أسعارها وتنخفض العوائد