أكد مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب التابعة لوزارة التجارة، الاحد، أن 5 محافظات فقط لم تتسلم المبالغ الكاملة لمستحقات فلاحيها عن تسويق الحنطة، بينها محافظات إقليم كردستان، عازياً السبب إلى تسلمها المحصول من الفلاحين في الفترة الأخيرة من التسويق.
الكرعاوي أوضح، في تصريح أوردته شبكة"رووداو" الإعلامية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، أن الوزارة لم تتوقع "استلام هذه الكميات" هذا العام، مشيراً إلى استلامها 6 ملايين و200 ألف طن، في وقت كانت تتوقع أن تبلغ "نحو 5 ملايين و500 ألف طن أو أقل".
وأضاف أن "هذا الموسم كان موسم خير بفضل الأمطار، واستلمنا هذه الكميات، رغم أن حتى المبالغ المالية التي كانت مرصودة هي لكمية 5 ملايين ونصف المليون طن"، مشيراً إلى أن "الكميات التي تم استلامها تحولت الآن إلى خزين استراتيجي".
وبيّن أن "الوضع الآن في الشرق الأوسط والمنطقة محتقن، لكن كميات الحنطة التي حصلنا عليها تكفينا للعام القادم"، لافتاً إلى أنه "ليس هناك عجز، لأن المبالغ المالية أصبحت أكثر، حيث استلمنا كميات بمبالغ أكبر، وبدأ التسليم من قبل وزارة المالية إلى وزارة التجارة، ومن ثم توزع على المحافظات المتبقية، وهي 5 محافظات".
مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب أشار إلى أن "اليوم أنجزنا تسديد مستحقات محافظة صلاح الدين، والمتبقي منها كان مبلغاً قليلاً أيضاً وتم تسديده، وكذلك دفع جزء من مبالغ كركوك، بينما نينوى هي المحافظة التي يطلب فيها الفلاحون مبالغ مالية أكبر مقارنة بثلاث محافظات في إقليم كردستان، حيث استلمت نينوى مليونين و260 ألف طن خلال آخر فترة استلام".
وأوضح أن "التسديد كان مباشراً، لكن نظراً لأن هذه الكميات جاءت في الفترة الأخيرة، فإن هذه الكميات كانت مبالغها أكبر مما هو مخصص لها في الموازنة، لذا تأتي المبالغ بشكل متسلسل، وقد وصلتنا دفعة من وزارة المالية الأسبوع الماضي".
وأردف : "أعطينا إقليم كوردستان بحدود 45 مليار دينار وما زلنا مستمرين بالتسديد، وأيضاً كركوك حصلت على حصة بحدود 15 مليار دينار، ونينوى بحدود 25 مليار دينار"، مبيناً أن "مبالغ الإقليم قُسّمت على 3 محافظات، حيث كانت حصة السليمانية 20 مليار، وأربيل 15 مليار، ودهوك 10 مليارات".
الكرعاوي أضاف أن "خلال سنتين ومنذ الموسم الماضي عندما حققنا الاكتفاء الذاتي، لم نقم بشراء أي طن من الحنطة، لأن الحنطة المحلية تكفينا"، موضحاً أنه "لغاية الآن لدينا كميات ومن الممكن أن نصدرها، لكن ذلك يعتمد على الوضع الحالي، حيث هناك محاذير من التصدير نظراً للوضع المحتقن حالياً".
ونوّه مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب إلى أن "العالم يبحث الآن عن الحنطة، والحنطة ارتفعت أسعارها بحدود خمسين دولاراً في جميع دول العالم خلال الأسبوع الماضي، لذلك ليس من السهل أن نقوم بالتصدير".
وتطرق الكرعاوي إلى فكرة تصدير الفائض، قائلاً: "نظراً لأن لدينا فائضاً يقدر بمليون طن، بدأنا بتجهيز المطاحن التجارية داخل البلاد بالحنطة الموجودة لدينا، باعتبار أن الأموال لن تخرج إلى خارج البلاد، كما أن الطحين الذي سينتج داخل البلاد سيكون طحين صفر يعوضنا عن الطحين الذي نستورد منه".
وبيّن أن "ذلك سيمنع خروج الأموال لشراء الطحين الصفر، خصوصاً أن حوالي 3 ملايين طن من الطحين الصفر تذهب للأفران وتستخدم في إنتاج المعجنات. لدينا خطة لإنتاج الطحين الصفر وبدأت المطاحن بإنتاجه منذ 4 أشهر".
وأكد أن "السيطرة على السوق ستكون أفضل من التصدير، لكن إذا بقيت كميات الحنطة ولم تبع للمطاحن، فمن الممكن أن نصدرها، خصوصاً أن الدول الأخرى بحاجة إلى الحنطة".
بالنسبة للمحافظات التي لا تزال تطالب بمبالغ الحنطة، أوضح الكرعاوي أن "المحافظات المتبقية هي التي استلمت كمياتها في الفترة الأخيرة، وحالياً لدينا 5 محافظات، وهي كركوك، نينوى، دهوك، السليمانية، وأربيل"، مشيراً إلى أن "هذه المحافظات استلمت أكثر من 800 ألف طن خلال فترة التسويق الأخيرة، وسيستمر التسديد على شكل دفعات".
الكرعاوي أوضح أن "خلال عام 2023 تم تسديد مستحقات فلاحي إقليم كردستان لعامي 2014 و2015، وهو ما يؤكد جدية عملية تسليم الفلاح مستحقاته أولاً بأول"، مشيراً إلى أن "حال وصول المبالغ المالية لوزارة التجارة، يتم توزيعها للمحافظات، دون تحديد موعد محدد لاستلام هذه الأموال من وزارة المالية".
في هذا السياق، ذكر أن "وزارة المالية حولت خلال الشهر الماضي 350 مليار دينار لوزارة التجارة، وعلى الرغم من أنه من الصعب التكهن بحجم الأموال التي ستصلنا، فإننا سنقوم بتوزيعها فور وصولها".