كشفت إحدى الدول الأسيوية النقاب عن اكتشاف نفط وغاز طبيعي بكميات كبيرة في المياه الإقليمية بعد إجراء أعمال تنقيب استمرت على مدار 3 سنوات.
وقال مسؤول أمني كبير في باكستان، إن الاكتشاف قد يغير مصير البلد التي تعاني عجزًا في تلبية الطلب المحلي، ولذلك تضطر إلى الاستيراد من الخارج.
وإذا ثبتت حقيقة وجود نفط وغاز كبيرين، ستقلّ، أو تنتفي، حاجة باكستان لاستيراد الخام والغاز المسال بما يستنزف موارد النقد الأجنبي الشحيحة
ولم يُعلن حجم الاحتياطيات على نحو دقيق؛ إذ إن أعمال الحفر لم تبدأ بعد، كما أن تكلفة التنقيب مرتفعة، وقد تصل إلى 5 مليارات دولار.
وسبق هذا النبأ إعلان اكتشاف غاز جديد باحتياطيات بـ351.2 مليار قدم مكعبة داخل أحد الآبار في مقاطعة شمال وزيرستان في 4 سبتمبر/أيلول (2024).
استهدفت عملية التنقيب التي شاركت بها "إحدى الدول الصديقة" لباكستان التحقق من وجود موارد نفط وغاز بحرية.
وباستعمال مسح جغرافي، أمكن تحديد موقع أحدث اكتشاف نفط وغاز في باكستان، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن الموقع الإخباري لفضائية داون المحلية (Dawn).
ورغم أن الاكتشاف ربما يقدّم دفعة كبيرة لقطاع الطاقة في باكستان، ما زالت عملية التنقيب في مراحلها الأولية، وأمامها شوط طويل.
ومن المحتمل أن تنطلق أعمال التنقيب "في المستقبل القريب"؛ إذ تدرس إسلام أباد حاليًا مقترحات لإقامة عطاءات خاصة بمنح حقوق التنقيب، وستستغرق أعمال الحفر واستخراج النفط والغاز الطبيعي من باطن الأرض سنوات عديدة.
ونقل التقرير تقديرات تقول، إن الاكتشاف البحري الباكستاني يحتضن رابع أكبر احتياطيات نفط وغاز طبيعي في العالم.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، تحتلّ فنزويلا المركز الأول بقائمة الدول صاحبة أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، عند 3.3 مليار برميل العام الماضي (2023).
وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز الثاني، باحتياطيات مؤكدة عند 267.2 مليار برميل، تليها إيران والعراق والإمارات على الترتيب.
تعليقًا على نبأ اكتشاف نفط وغاز في باكستان، أعرب العضو السابق في هيئة تنظيم صناعة النفط والغاز (Ogra) محمد عارف عن تفاؤله إزاء الإعلان لحين تحديد حجم الموارد وبدء أعمال الحفر.
وبناءً على حجم موارد النفط الخام والغاز الطبيعي ومعدل الاستخراج، سيتضح ما إذا كان يمكن أن يحلّ الاكتشاف بدلًا من واردات الغاز المسال والنفط المستورد.
وتوضيحًا لأسباب تفاؤله الحذِر، قال، إنه لا يوجد ما يضمن بأن حجم تلك الاحتياطيات كبير فعلًا، أو أنها قابلة للاستخراج كما هو مأمول.
كما لفت إلى الحاجة لاستثمارات ضخمة لاستخراج موارد اكتشاف النفط والغاز، ووضع تكلفة أعمال التنقيب عند 5 مليارات دولار.
قبل 3 أيام فقط من إعلان اكتشاف نفط وغاز في باكستان، أُعلن نبأ اكتشاف غاز جيد في 4 سبتمبر/أيلول الجاري (2024).
وتُقدَّر احتياطيات الغاز المكتشف بحقول شيوا (Shewa) في مقاطعة شمال وزيرستان بـ351.2 مليار قدم مكعبة.
وستغذّي البئر شيوا-2 شبكة الغاز الباكستانية بـ70 مليون قدم مكعبة يوميًا، لتُسهم بأكثر من 3% من الإنتاج المحلي.
وبحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "ذا إكسبريس تريبيون" الباكستانية (The express tribune)، سيستمر إنتاج الغاز المكتشف من البئر على مدار 17 عامًا، وهو ما سيقلل الواردات باهظة التكاليف، وسيوفر مئات الآلاف من الدولارات.
وتدير شركة ماري بتروليوم (Mari Petroleum) مربع وزيرستان، إذ تمتلك 55% من حصص التنقيب، بالإضافة إلى شركة تطوير النفط والغاز (OGDC) بنسبة 35% وشركة أورينت بتروليوم (Orient Petroleum) %10.
أكدت بيانات حديثة ارتفاع احتياطيات النفط والغاز في باكستان؛ إذ زادت احتياطيات النفط بنسبة 26%، واحتياطيات الغاز بنسبة 2%، حتى نهاية يونيو/حزيران (2024).
ومن شأن الزيادة أن تعوّض نضوب الآبار، وتطيل عمر الاحتياطيات لمدة تتراوح بين 10 سنوات للنفط و17 عامًا للغاز.
وتضاعفت احتياطيات النفط في الحقول التابعة لشركة ماري منذ ديسمبر/كانون الأول (2023)، كما تشهد احتياطيات الغاز نموًا صحيًا.
وفي مربع وزيرستان (Waziristan)، يُحفَر العديد من الآبار التقييمية والاستكشافية، ومنها البئر الاستكشافية "سبينوام-1" (Spinwam-1) التي ثُقبت في 28 مايو/أيار (2024).
وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة تطوير النفط والغاز اكتشاف غاز يبشّر بإنتاج 6.15 مليون قدم مكعبة يوميًا داخل البئر الاستكشافية "تشاك 202-1" في مربع "ماري إيست" بمنطقة رحيم يار خان في مقاطعة البنجاب.
كما أعلنت الشركة في 29 يوليو/تموز (2024) اكتشاف غاز داخل البئر الاستكشافية رازغير-1 في مربع تال بمنطقة كوهات في مقاطعة خيبر بختنخوا، وقُدِّر إنتاجها بـ20 مليون قدم مكعبة يوميًا، و250 برميلًا من المكثفات.