حذر مراقبون من التقلبات التي يشهدها الاقتصاد الامريكي وتداعياتها على الاقتصاد العالمي لاسيما على أسواق الطاقة، لكنهم اكدوا في الوقت نفسه إن مؤشرات أسعار النفط ما زالت مستقرة رغم هذه التقلبات، والعراق خارج حسابات الربح والخسارة في تقلبات سوق النفط ، لاعتماده على الاقتصاد الريعي .
فيما تفاجأت الأوساط الاقتصادية في العالم بتقلبات وانخفاضات حادة في سوق الأسهم الأمريكية وسط موجة هلع من مخاوف بشأن الركود المحتمل في أكبر اقتصاد في العالم وهو الاقتصاد الامريكي، إذ شهدت المؤشرات المالية الرئيسية انخفاضاً ومنها مؤشر داو جونز للشركات الصناعية الكبرى في الولايات المتحدة بنحو 1000 نقطة مرة واحدة”.
وسجلت أسعار النفط تراجعا طفيفا في التعاملات الآسيوية المبكرة الجمعة، لكنها تتجه لتحقيق مكاسب تتجاوز الثلاثة بالمئة هذا الأسبوع بعدما هدّأت بيانات الوظائف الأميركية من مخاوف الطلب فضلا عن استمرار القلق من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسعة سنتات أو 0.11 بالمئة إلى 79.07 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0030 بتوقيت غرينتش، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتا واحدا إلى 76.09 دولارا للبرميل.
ورغم ذلك، يتجه الخامان لتسجيل مكاسب تزيد عن الثلاثة بالمئة على أساس أسبوعي.
غزة وإسرائيل
وقال مسعفون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية كثفت غاراتها الجوية على قطاع غزة الخميس مما أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل في وقت تتأهب فيه لاحتمال اندلاع حرب أوسع في المنطقة.
وقال دانييل هاينز المحلل لدى (إيه.إن.زد) “واصل النفط الخام التعافي من هبوطه الأحدث في ظل تركيز الأسواق على المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة”.
كما قدمت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بعض الدعم عندما أعلنت حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة النفطي ، فيما ذكرت أنه جرى خفض إنتاج الحقل تدريجيا بسبب احتجاجات.
وارتفعت الأسعار بعد أن أظهرت بيانات أن عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة انخفض أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن المخاوف من تدهور سوق العمل كانت مبالغا فيها.
وصعد الدولار بعد بيانات الوظائف. وعادة ما تقلل قوة الدولار من أسعار النفط لأن المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى يتعين عليهم دفع المزيد مقابل الخام المقوم بالدولار.
وتوقع المستشار المالي والاقتصادي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، عودة تعافي أسعار النفط بعد تراجع سريع في الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية.
خسائر هائلة
وقال صالح، ان “انخفاض اسعار النفط سيتسبب في خسارة هائلة في استثمارات الشركات النفط الامريكية العاملة في مجال استخراج النفط الصخري اذا ما انخفضت اسعار النفط العالمية الى ما دون 70 دولاراً للبرميل الواحد سيتسبب بتعثر عملياتها”.
ونوه الى، ان “السياسة النقدية الامريكية يتوقع لها ان تتجه لامحال الى سياسة توسعية للتصدي الى حالة الركود الحاصل، تتقدمها سياسة التيسيير الكمي من خلال احتمال قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة وتحفيز السيولة النقدية لمواجهة تحديات تدهور الاقتصادي الامريكي وتوفير الحماية اللازمة للمستثمرين الماليين تحديدا ازاء انهيار الاسواق المالية بما في ذلك اسواق المستقبليات العاملة بعقود النفط الخام”.
وأوضح صالح، ان “جميع هذه العوامل نجدها ستقصر من مسارات هبوط دورة الأصول النفطية لتستعيد أسواق النفط عافيتها، اذا ما حصلت تلك الدورة وادت الى تدهور الأسعار في أسواق النفط”.
ماذا وراء الارتفاع ؟
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت الى 79 دولاراً للبرميل بعد أن هوى خام برنت يوم الاثنين إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر، متتبعا تراجع أسواق الأسهم العالمية.
ومن المقرر أن تنهي العقود الآجلة سلسلة من الخسائر استمرت أربعة أسابيع، مع توقف أكبر حقل في ليبيا، وتراجع المخزونات الأميركية للأسبوع السادس، والتوغلات الأوكرانية في روسيا مما يؤدي إلى تفاقم الاتجاه الصعودي.
وفي الوقت نفسه، يشهد الطلب على وقود الطائرات تحسناً في الصين، وتأتي تلك النقطة المضيئة النادرة بعد أشهر من الإشارات الهبوطية، بما في ذلك بيانات هذا الأسبوع التي أظهرت أن الدولة التي تعد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم قد استقبلت أقل عدد من البراميل منذ عامين تقريباً في يوليو تموز.