أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، أنه وقع بالاشتراك مع وزارة الشؤون الخارجية والتجارة والتنمية الكندية (DFATD) اتفاقية لمشروع لحماية أهوار العراق، بنحو 3.7 مليون دولار أمريكي لزيادة حماية التنوع البيولوجي وقدرة الناس على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
وذكر البرنامج في بيان أن "أهوار بلاد ما بين النهرين العراقية، وهي واحدة من أهم النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي في غرب آسيا، وموقعًا للتراث العالمي لليونسكو، وموطنًا لثقافة عرب الأهوار الشهيرة في البلاد، أصبحت الآن مهددة من تغير المناخ والأنشطة البشرية غير المستدامة، تتأثر النظم البيئية الفريدة للأهوار بالجفاف الشديد وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وارتفاع معدلات التبخر علاوة على تأثيرات تغير المناخ، تضعف مرونة النظم البيئية والتنوع البيولوجي في الأهوار بسبب تأثير الإنسان على تدفق الأنهار ، والملوثات الكيميائية ومياه الصرف الصحي ، وتدمير الموائل".
وأضاف، أن "السكان الأصليين في أهوار بلاد ما بين النهرين، وخاصة النساء والفتيات، هم من بين أول من واجه العواقب المباشرة لتغير المناخ والدمار البيئي، بسبب علاقتهم الوثيقة بالطبيعة".
وتهدف مجموعة الأنشطة المقترحة في إطار المشروع، وفقا للبيان إلى "بناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في مواجهة تأثيرات تغير المناخ ، ولا سيما نساء الأهوار الأصليين، ومعالجة الأسباب الجذرية لتدهور التنوع البيولوجي، وحماية سكان الحياة البرية، بطريقة تحقق فوائد مشتركة عبر الحد من الفقر والتماسك الاجتماعي والتخفيف من حدة تغير المناخ".
و سيركز المشروع بشكل خاص على "الاستثمار في تمكين نساء الأهوار حيث يكون عدم المساواة بين الجنسين كبيرًا، وزيادة مشاركتهن في عمليات صنع القرار والتشجيع على أن يصبحن وكلاء التغيير في الأهوار. نظرًا لندرة المياه الشديدة، سيعمل المشروع على زيادة الأمن المائي المحلي من خلال إعادة تأهيل أنظمة إعادة تدوير المياه ، وتجهيزها بوحدات الطاقة الشمسية ، وإجراء تحليل شامل للحلول الممكنة لتأمين مياه الشرب لسكان الأهوار ، والتي تكون مستدامة وقابلة للتطوير في على المدى الطويل. مع تغير المناخ كعامل إجهاد ، مما يؤدي إلى تسريع استنفاد موارد الأهوار ".
وأشار البرنامج الى أنه "المشروع سيجري تقييمًا مهمًا للنظم البيئية لتوفير أول تحليل علمي على الإطلاق لحالة النظم البيئية في الأهوار ، وتكوينها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وتقديم سيناريوهات للرفاهية البشرية والبيئية في المستقبل ، لتكييف سياسة الحفظ وإدارتها. وفقًا لذلك لدعم استعادة النظم البيئية والحفاظ عليها على الأرض".
وسيتضمن المشروع "مفرخات مدارة محليًا لإعادة ملء المخزون السمكي المحلي، وتحسين اللوائح المتعلقة بالصيد المستدام وصيد الأسماك ، وفرض مثل هذه اللوائح بطريقة تراعي النوع الاجتماعي والثقافي ، إلى جانب حملات التوعية من أجل زيادة ملكية السكان المحليين للحفاظ على التنوع البيولوجي".
وسيركز المشروع على "منطقة معينة من الجزء الأوسط من الأهوار الواقعة في منطقة الجبايش بمحافظة ذي قار ، حيث تم إدراج الأهوار الوسطى كواحدة من الأراضي الرطبة في بلاد ما بين النهرين ذات الأهمية الدولية ، وتم تصنيفها كموقع اجتماعي بيئي بسبب مستويات عالية من التفاعل بين السكان المحليين والطبيعة لآلاف السنين. يعد هذا المشروع خطوة حاسمة نحو حماية أهوار بلاد ما بين النهرين ، ومعالجة الآثار المتزايدة لتغير المناخ ، والحفاظ على التراث الطبيعي للعراق للأجيال القادمة"
وأشار الى أن "تنفيذ المشروع سيكون تحت قيادة مركز استعادة الاهوار العراقية والأراضي الرطبة (CRIMW) في وزارة الموارد المائية العراقية".