الصناعة العراقية تنفض الغبار عن مكائنها.. نهوض بطيء وتحديات كبيرة

الاقتصاد نيوز-بغداد

بدأت الصناعة العراقية، تزيح الغبار المنتشر على مكائنها منذ اغلاق المعامل في العام 2003 بسبب فتح الحدود والاغراق السلعي الذي تمارسه عدد كبير من الدول مثل ايران والصين وتركيا، مما جعل معظم أصحاب المصانع تسريح العاملين.

الشاب محمد فتح أبواب معمله، ليصبح اكبر معمل لإنتاج المواد الغذائية مثل العصائر والايس كريم، والذي بدأ يصدر الى خارج العراق لعدة دول أوروبية وعربية.

ويقول لـ "الاقتصاد نيوز"، إن "الصناعة العراقية، واجهت تحديا كبيرا منذ تسعينات القرن الماضي، اذ اختفت التكنولوجيا عن المعامل لفترة طويلة بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض على البلاد، وبعد العام 2003، انفتح العراق على العالم وغزت المنتجات السوق المحلية، مما اغلق الصناعيين أبواب مصانعهم لعدة عوامل".

وأضاف أن "ابرز العوامل ارتفاع الكلفة على المصنع العراقي، التي تمثلت بانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، والعوض عنها بالمولدات الخاصة مع شحة وارتفاع تكاليف الوقود وغياب العمالة الماهرة التي تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة الى عدم وجود تشريعات تحمي المصنع، وبقاء الحدود مفتوحة ولدت لدينا تحديا بضرورة وجود صناعة محلية، اذ قمنا بإنشاء المعمل وفق احدث المواصفات،  والآن منتجاتنا ذات طلب عالي من قبل المواطنين، وقمنا بالتصدير الى عدة دول".

من جانبه، يؤكد مدير معمل "البريق الساطع" الذي ينتج المكسرات والمواد الغذائية، مصطفى احمد، أن معمله ينتج 5 أطنان  يوميا من المواد الغذائية، وهو يرغب بزيادتها الى الضعف خلال الفترة المقبلة.

ويقول لـ "الاقتصاد نيوز" إن "معملنا يشغل العشرات من الافراد، واليوم بدأنا بتوسيع خطوط الإنتاج"، مشيرا الى أن "المشروع يساهم في جلب العملة الأجنبية والمحافظة عليها داخل البلاد بينما هناك الكثير من يقوم باستيراد كل شيء وهو خسارة لاقتصاد الوطني وقوى العمل".

وفي ذات السياق،  يقول مسؤول معمل "النسمة"، لانتاج اللحوم، محمد اللامي، لـ "انتاجنا زاد بنسبة 40٪ بعد حصولنا على قروض ميسرة من قبل مبادرة البنك المركزي، اذ قمنا بشراء المعدات الحديثة لتطوير اعمالنا".

وأكد أن "حماية المنتج المحلي، واجب على جميع العراقيين وان تقوم الدولة بذلك، لان هذا يؤثر على الاقتصاد".

وفي غضون ذلك، تحدث المستثمر اسعد رسن، أنه رأى خلال زيارته لتركيا، نقل المخلفات والنفايات من العراق الى تركيا، من اجل صناعة طبقات البيض والكارتون، ومن ثم اعادتها الى العراق لبيعها بسعر اعلى.

وقال رسن لـ "الاقتصاد نيوز"، "المخلفات كانت تصدر من العراق الى تركيا بأسعار بخسة، ومن ثم تعاد بيعها الينا بعشرة اضعافها، مما قمت بإنشاء معمل لإنتاج 4 الاف طبقة بيض بالساعة".

وأضاف أن "الاكتفاء الذاتي من البيض بسبب الدواجن، جعل هناك طلب على منتجنا ونفكر اليوم بزيادة الطاقة الإنتاجية من اجل تصدير هذه المواد الى خارج العراق".

وتحدث رئيس اتحاد الصناعات العراقي، عن وجود 63 الف مصنع في العراق، منها 38 الف مصنع متوقف عن العمل.

وقال عادل عكاب، لـ "الاقتصاد نيوز"، إن "الدولة لم تهتم بالمصانع العراقية، وبقت الحدود مفتوحة امام جميع السلع، وبالتالي المنتج المحلي بقى وحده يواجه جميع التحديات".

وأضاف أن "هناك مصانع بدأت تثبت قوتها وتحقق اكتفاء ذاتي، اذ اليوم البلاد مكتفية من العصائر وبعض المواد الغذائية"، مشيرا إلى أن "العراق يصدر اليوم العصائر  والمكسرات الى دول أوروبا  وبعض الدول العربية".

ولفت الى أن "نسبة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي لا تزيد عن 5٪"، موضحا أن "القروض يجب ان يشرف عليها اتحاد الصناعات الذي يعرف جميع المصانع في العراق".


مشاهدات 1051
أضيف 2023/03/13 - 10:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1925 الشهر 65535 الكلي 7645865
الوقت الآن
الجمعة 2024/3/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير