الدورات الاقتصادية لسوق النفط العالمي (الجزء الرابع)

 
ثورة النفط الصخري الأميركي
منذ النصف الثاني من عام 2014 حصل انخفاض حاد لأسعار النفط هبط بها من 100 دولار لـ40 دولاراً للبرميل بسبب الفائض في إنتاج الدول النفطية نتيجة ضخ استثمارات كبيرة وإدخال تكنولوجيا جديدة أتاحت استثمار النفط الصخري والتكسير الحراري الهيدروليكي لاستخراج النفوط الثقيلة إضافة لزيادة كفاءة التصفية.

دول أوبك من جانبها بقيادة المملكة العربية السعودية قامت بقراءة خاطئة للوضع ولم تخفض الإنتاج متصورة أن الأسعار المنخفضة ستنهي منتجي النفط الصخري عالي الكلفه وتزيحهم لترجع الأسعار مرتفعة، لكن ما حصل كان العكس حيث تأقلم منتجو النفط الصخري الأميركي مع هذه الأسعار الواطئة بحدوح 50-65 دولاراً للبرميل بل وزادوا من إنتاجهم لتلحق خسائر فادحة بدول أوبك، بقي فائض الإنتاج مع أسعار متواضعة دون الـ68 دولاراً للبرميل مع بداية جائحة كورونا لتنهار السوق النفطية بسبب حدث لم تشهده من قبل وهو انتفاء الحاجه لـ12 مليون برميل من النفط دفعة واحدة مما وصل بالأسعار لدون 30 دولاراً للبرميل في آذار ومطلع نيسان من عام 2020، اجتمعت أوبك مع دول نفطية منتجة من خارجها لتكون تحالف أوبك+ بقيادة أبرز منتجين السعودية وروسيا وتقرر أكبر تخفيض في التاريخ بـ10 ملايين برميل يومياً ليعود التعافي تدريجياً لأسواق النفط لتصل 75 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ 7 سنوات في أيلول 2021.

أوبك+ تتحكم بالسوق
منذ عام تقريباً وأسعار النفط في حالة ارتفاع رغم تخفيف القيود عن التصدير وفقا لاتفاق أوبك+ ورغم ضخ الولايات المتحده لـ240 مليون برميل منذ مطلع العام الجاري من خزينها الاستراتيجي وهي تعتبر أكبر عملية ضخ في التاريخ لا تقارن بغيرها إطلاقاً، لذا فمن الواضح أن مزيجاً من قلة الفائض الإنتاجي بسبب سنوات من انحسار الاستثمارات النفطية إضافة لتلكؤ دول أوبك+ للإنتاج بكامل طاقتها إضافة للحرب في أوكرانيا التي رفعت أسعار الطاقة عالمياً، فيما لا يزال الاقتصاد العالمي يحتاج زيادة في الإنتاج خلال السنوات القادمة، لذا فمن الواضح أننا ومنذ عام تقريباً دخلنا في مرحلة ارتفاع الأسعار وزيادة الطلب على النفط تزامنا مع الحاجه لتسريع النمو الاقتصادي لإبعاد آثار جائحة كورونا. ولكن أسعار الطاقه المرتفعة بدورها تؤثر على الاقتصاد العالمي ومترافقة مع تضخم هائل بسبب ضخ الكثير من الأموال الوهمية في الاقتصاد العالمي لإنقاذ الاقتصادات في زمن كورونا، إضافة لحرب اوكرانيا مما جعل العالم على أعتاب ركود اقتصادي، لكن بشكل عام ستبقى أسعار النفط مرتفعة خلال السنوات الخمس المقبلة نتيجة احتياج الاقتصاد العالمي للنمو وانعدام الفائض النفطي تقريباً لدى المنتجين.

 


مشاهدات 1025
أضيف 2022/11/10 - 12:22 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 14680 الشهر 65535 الكلي 7639936
الوقت الآن
الخميس 2024/3/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير