الدورات الاقتصادية لسوق النفط العالمي (الجزء الثاني) ----------------------------------   هدوء الخمسينات والستينات شهدت الفترة من عام 1948 ولغاية 1973 هدوءاً في أسواق النفط لمدة ربع قرن تقريباً، فقد تراوحت الأسعار بحدود 3 دولارات للبرميل وهذا توافق مع زيادة تلبية الطلب على النفط بشكل مستقر ومتوازن، فقد تعززت الشراكة بين شركات النفط الأجنبية ومثيلاتها الوطنية الناشئة في الدول النفطية، فيما بلغ إنتاج الحقول الأميركية ذروته. قفزة السبعينات النفطية تغير العالم في السبعينات فيما يبدو أن جيلاً جديداً يدخل سوق العمل متزامناً مع معدلات تنميه اقتصادية متسارعة للبلدان التي استقلت حديثاً، كل هذا جاء في وقت بدأت فيه الحقول الأميركية تستنزف وبالتالي يهبط إنتاجها، لذا فقد قفزت أسعار النفط من 3.56 دولار للبرميل منتصف سنة 1973 لتصل 10.11 بعدها بـ6 أشهر أي تضاعفت الأسعار ثلاث مرات حيث ترافق ذلك مع قطع تصدير النفط العربي عن أميركا لعدة أشهر نتيجة لمساندتها إسرائيل بإمدادات عسكرية هائلة في حرب تشرين 1973 مما تسبب في أزمة وقود خانقة في الولايات المتحدة. الدول النفطية أصبحت سيدة قرارها حيث بدأت شركاتها الوطنية تسيطر على أغلب الفعاليات وانتهت اتفاقيات مشاركة العوائد مما جعل ثروات هائلة بين يديها، وهذا جعلها قادرة على تحريك السوق النفطية وفق قناعاتها، فبدأت دول منظمة أوبك سياسة تقنين الإنتاج للوصول لسعر عادل حسب تصور أعضائها مما جعل سعر البرميل يستمر بالصعود وصولا لـ15 دولاراً نهاية عام 1978، وهنا حصل زلزال سياسي غير مسبوق فقد سقط نظام الشاه في إيران نتيجة أشهر من الاحتجاجات الشعبية لتصل حكومة ثورية راديكالية للسلطة مما جعل قطاع النفط الإيراني ينهار تماماً بسبب الفوضى وعمليات التطهير وغياب التعاون مع الشركات العالمية حيث إنهار إنتاج إيران من قرابة 5.5 مليون برميل يومياً ليصل لمليون برميل، وإذا علمنا أن استهلاك العالم النفطي آنذاك يتراوح بين 5558 مليون برميل نفط يومياً سندرك أن اختفاء 4 مليون برميل يومياً أو ما يعادل 7 من الإنتاج العالمي فجأة وبدون وجود ما يعوضها كان له تأثير الصدمة على أسعار النفط التي حلقت لتصل لـ40 دولاراً للبرميل، وفيما بدأت إيران ترفع إنتاجها لمليوني برميل سنة 1981 إنهار الإنتاج العراقي من 3.2 مليون برميل قبيل الحرب مع إيران ليصل لـ1.5 مليون برميل بسبب إغلاق منافذ التصدير الجنوبية على الخليج العربي منذ الأيام الأولى للحرب، فيما جعل إغلاق الخط العراقي السوري عام 1982 إنتاج العراق ينخفض لـ700 ألف برميل يومياً، وهذا أبقى الأسعار مرتفعة بحدود 35 دولاراً للبرميل في النصف الأول من الثمانينات، لذا إجمالا تعتبر هذه الـ12.5 سنة من أكبر فترات الارتفاع لأسعار النفط مقارنة بقيمة الدولار آنذاك. ---------------------------------- مقالات المحرر : مشاهدات : 1663 أضيف : 2022/11/04 - 1:56 PM تحديث : 2024/03/28 - 4:24 PM https://www.economy-news.net/content.php?id=30593 ---------------------------------- وكالة الإقتصاد نيوز Economy-News.Net