اصطدمت أسعار النفط الخام خلال تعاملات، اليوم الإثنين، بحاجز ضعف الطلب الذي يلقي بظلاله السلبية على الأسواق، بالتزامن مع ارتفاع الدولار الذي يرفع من تكلفة شراء ونقل وتأمين النفط الخام.

وهبطت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم إلى أدنى مستوياتها منذ بداية الشهر الجاري دون التسعين دولار، بعدما كشفت البيانات الأخيرة تباطؤ طلب الصين على الخام، مما عزز مخاوف زيادة المعروض في الأسواق.

بيانات سلبية

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة اليوم أن واردات الصين من النفط الخام بلغت 9.79 مليون برميل يوميًا خلال سبتمبر. ورغم ارتفاعها عن أغسطس، جاءت أقل بنسبة 2% عن نفس الفترة من العام الماضي، حيث قلصت الآبار المستقلة الإنتاجية وسط هوامش ربح ضعيفة وتراجع في الطلب.

وقال محللو آي إن جي إن حالة عدم اليقين بشأن سياسة "صفر كوفيد" في الصين وأزمة العقارات تلوح في الأفق على الرغم من النمو الأفضل من المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث للبلاد.

وفي المقابل توقع جولدمان ساكس (NYSE:GS) أن خطة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمواصلة السحب من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط تشكل اتجاهًا هابطًا محدودًا للأسعار، بعدما أعلنت الإدارة الأسبوع الماضي خطة لسحب 15 مليون برميل إضافية بحلول نهاية العام الجاري.

الأسعار الآن

انخفض خام برنت القياسي خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الإثنين، إلى أدنى مستوياته منذ 3 أكتوبر الجاري نزولًا إلى مستويات قرب الـ 89 دولار للبرميل بخسائر 4 دولارات في البرميل أو ما يعادل 4.2%.

وهبط خام نايمكس الأمريكي الخفيف خلال هذه اللحظات بأكثر من 2.2%، أو ما يعادل 2 دولار في البرميل نزولا إلى مستويات دون الـ 82 دولار للبرميل.

ماذا حدث؟

ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة، مع التفاؤل الحذر بشأن تعافي الطلب على الخام وتقييم المخاوف المرتبطة بالمعروض.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 1.2% أو ما يعادل 1.12 دولار لتصل إلى 93.50 دولار للبرميل عند التسوية، لتسجل مكاسب أسبوعية بنحو 2%.

وصعد سعر خام غرب تكساس الأمريكي تسليم ديسمبر بنحو 0.6% أو 54 سنتًا عند 85.05 دولار للبرميل، ليرتفع 0.5% في إجمالي الأسبوع الجاري.

احتياطي الطوارئ

ارتفع خام برنت، الأسبوع الماضي، على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، بيع 15 مليون برميل متبقية من احتياطي النفط الإستراتيجي، باعتباره جزءًا من إطلاق قياسي بلغ 180 مليون برميل بدأ في مايو.

وأشار بايدن إلى أن هدفه سيكون تجديد المخزونات عندما يبلغ الخام الأميركي نحو 70 دولارًا للبرميل.

وقال إيه إن زد: "تعليقات بايدن بأن الولايات المتحدة لن تشتري الخام إلا بعد أن تصل الأسعار إلى 70 دولارًا للبرميل توفر مستوى دعم قوي".

وقالت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز، إن شركات الطاقة الأميركية أضافت، الأسبوع الماضي، حفارات النفط والغاز الطبيعي للأسبوع الثاني على التوالي؛ إذ شجعت أسعار النفط الخام المرتفعة نسبيًا الشركات على حفر المزيد.