أسواق الأسهم الآسيوية تواجه أكبر تراجع للأرباح منذ تفشي "كورونا"

الاقتصاد نيوز-بغداد

لا تستطيع الأسهم الآسيوية أن تلتقط أنفاسها. في أعقاب تعافيها من خسائر فادحة تكبدتها نتيجة التوترات الجيوسياسية المتنامية في تايوان، تتعرض حالياً لما يُتوقع أن يكون موسم الأرباح الأسوأ منذ بدء تفشي وباء كورونا.

هبطت عائدات الأسهم لأعضاء مؤشر "إم إس سي آي" لدول آسيا والمحيط الهادئ 16% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو، مقارنة بالسنة السابقة، ما يعد أكبر تراجع خلال 8 أرباع سنوية، بحسب تقديرات محللين جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس". يقارن هذا الهبوط بمكاسب بلغت 9% للشركات المدرجة بمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" حتى مع تحرك الاقتصاد الأميركي تدريجياً نحوالركود الاقتصادي.

مزيد من السلبيات

تزيد احتمالية انخفاض الأرباح من السلبيات التي أسفرت عن تراجع مؤشر "أم اس سي آي" لآسيا والمحيط الهادئ 16% تقريباً العام الجاري، ما يضعه على طريقه لأسوأ أداء سنوي له منذ 2018. تتضمن السلبيات الإغلاق في الصين، وهو سبب لظهور أرباح ضعيفة للمنطقة، وتباطؤ دورة أشباه المواصلات، والغضب السياسي إزاء رحلة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه.

في حين أن مؤشر الأسهم الآسيوية استكمل الأسبوع الرابع من المكاسب مع تراجع معدلات التضخمبالولايات المتحدة، فإن استمرارية التعافي باتت محل شكوك فعلاً.

قال راجات أغاروال، خبير استراتيجي متخصص بالأسهم الآسيوية في "سوستيه جنرال": "كافة العناصر متواجدة في غير مكانها لكي تتحرك صعودياً على نحو مستدام والأرباح لم تدخل بعد دورة جديدة، وسيتواصل التأثر بالتوترات الجيوسياسية، وستبقي الظروف المالية متشددة".

الصين المتباطئة

يعتبر التباطؤ في الصين أحد العوامل الأساسية التي تسفر عن هبوط الأرباح الإقليمية، خاصة أن شركات البر الرئيسي تمثل نحو 20% من مؤشر "أم اس سي آي " لآسيا. ومن المنتظر تراجع أرباح أعضاء مؤشر "أم اس سي آي" للصين 12% في الربع المنتهي يونيو الماضي، مقارنة بالسنة الماضية، بسبب القيود الخاصة بالسيطرة على تفشي الفيروسات، وفوضى سوق العقارات، وسلاسل التوريد المتزعزعة.

يؤدي الضعف في القطاعات المستهدفة للتصدير على غرار أشباه الموصلات إلى حدوث ضرر أيضاً. قلص المحللون تقديرات شركة "سامسونغ إلكترونيكس" الكورية عملاقة تصنيع الرقائق 16% وشركة "إس كيه هاينكس" (SK Hynix) 34% عن أعلى مستوياتهما الأخيرة، مشيرين إلى تراجع الطلب العالمي على الإلكترونيات مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.

قال تاي هوي، كبير الخبراء الاستراتيجيين في السوق الآسيوية لدى شركة "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" بهونغ كونغ: "ما يجري في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تتراجع الشركات عن استثماراتها، يمثل بالنسبة لي العبء على كاهل أرباح الأجهزة التكنولوجية بالوقت الراهن".

مؤشرات إيجابية

ما زالت توجد بعض الإشارات الإيجابية للأسهم الآسيوية أيضاً. وشجع توقف صعود الدولار تدفق الأموال إلى عدد من الأسواق خلال الفترة الربع سنوية الحالية. بصفة عامة، دعم المستثمرون العالميون حيازاتهم من أسهم الأسواق الناشئة بالمنطقة خارج الصين على مدى 4 أسابيع متتالية، في أطول سلسلة متعاقبة منذ يناير الماضي، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".

قال "هوي" من "جيه بي مورغان أسيت" إنه يرجح أن إعادة فتح الاقتصاد سيكون لها دور فيجنوب شرق آسيا بقطاعي السياحة وتجارة التجزئة، بينما تلحق شركة "إيستسبرينغ انفستمنتس" (Eastspring Investments) بشركات إدارة الأصول الأخرى في التوصية بشراء أسهم شركات السيارات الكهربائية الصينية. وقالت شركة "أم آند جي إنفستمنتس" (M&G Investments) إن تحسن الأرباح سيساعد الأسهم لدى الهند وإندونيسيا على مواصلة التفوق.

البقاء على حذر

يظل آخرون مثل شركة "تي. رو برايس" أشد حذراً، قائلين إنهم ينتظرون علامات تحسن أكثر في أكبر اقتصادات العالم قبل أن يصبحوا متفائلين إزاء الأرباح بآسيا.

 

قال حيدر علي، مساعد مدير محفظة الشركة لاستراتيجية الأسهم لاستكشاف الأسواق الناشئة في هونغ كونغ: "ما زالت هذه الأيام مبكرة ويتعين علينا مراقبة اتجاهات التضخم الأساسي والتوظيف بالولايات المتحدة خلال الشهور المقبلة لاكتساب ثقة أكثر في استمرارية هذه الاتجاهات".


مشاهدات 893
أضيف 2022/08/15 - 8:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 10290 الشهر 65535 الكلي 7969407
الوقت الآن
الخميس 2024/4/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير